المقالات

لحية الحشد الشعبي..!

1603 2022-11-01

ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

تعد اللحية مظهراً من أهم المظاهر التي تميز الحشد الشعبي عن غيره من الاجهزة الامنية .

فهي العلامة الفارقة من العلامات الدالة على البعد الديني والجهادي لدى منتسبي الحشد الشعبي ، لاعتبارات عدة أهمها أنها تؤشر الى أن المنطلق الذي انطلق منه الحشد الشعبي و تبلور منه وجوده المبارك بالفعل ، كان منطلقاً من الفتوى الشرعية للمرجعية الدينية العليا (أدامها الله)

و استجابة الناس النابعة من عمق ارتباطهم الديني والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)

ولذا فإن ‏السماح للمجاهدين في الحشد الشعبي بإطلاق لحاهم أمر مهم للإعتبارات آنفة الذكر .

ولكن قد تناهى لمسامعي اليوم أن الإخوة المسؤولين عن إصدار الهويات قد الزموا المجاهدين في الحشد بضرورة أن لا تحتوي صورة البطاقة (الهوية) على اللحية ، وهو الأمر الذي أثار ‏هاجسي ودفعني للكتابة .

رغم ‏ثقتي العالية بأن هذا القرار له إعتبارات أمنية ، ولم يأت من فراغ .

ويمكن فهم الأمر على على أن الصورة من دون لحية توضح حقيقة الشخص ،بينما يمكن للملتحي أن يخفي بعض ملامحه والعلامات الفارقة على وجهه  فيصعب التعرف على حقيقته .

ومن هنا جاء محذور الصورة باللحية.

 ويمكن أن تحل المسألة بتخفيف اللحية بالمستوى الشرعي وينتهي الأمر.

‏لكن المقلق في  الأمر  من أن تتحول هذه الصورة الى الصورة النمطية التي تختزلها الذاكرة لمنتسبي الحشد ‏في المستقبل.

 فنكون بذلك قد فقدنا عنصراً مهما من عناصر توفير الزخم المعنوي للمجاهدين .

نعم من حقنا أن نلفت عناية إخوتنا في الحشد إلى أن الأمر ليس مجرد لحية .

وإنما لأن هذه اللحية تحمل رمزية كبيرة و عميقة المغازي ، ولها  دلالات ‏على أن المقاتل في الحشد يقاتل بقيم ومثل دينية .وهو على استعداد للاستشهاد من أجل تلك القيم  التي ترمز لها اللحية.

وليس لأحد أي عيب على الحشد هذا الأمر . فمما لا شك فيه ان لحية المتدين فيها من الحث الديني الشيء الكثير في السنة النبوية وسيرة أئمة الهدى عليهم السلام.

‏وكما أن لعلم الدولة الذي هو عبارة عن (قطعة قماش )رمزية وقدسية استثنائية تستوجب الاستشهاد لأجلها اذا استلزم الأمر ، فإن للحية رمزية بهذا الحجم بالنسبة للمجاهدين في الحشد الشعبي.  الحقيقة أننا ‏كنا نأمل في العراق الجديد يتغير الحال ويسمح لكافة منتسبي القوات الامنية في الجيش والشرطة وغيرهم من الصنوف  الاخرى بإطلاق لحاهم ، فنحن نعيش في بلد مسلم وإطلاق اللحية من التعاليم الإسلامية المهمة ، خاصة مع عدم وجود قانون صريح يلزم منتسبي القوات المسلحة على حلق لحاهم .

فإن كان الامر متعلقا بالحفاظ على المظهر اللائق لمنتسبي القوات المسلحة  _وهو أمر ضروري _. فيمكن أن يصار  إلى المتابعة والتفتيش  المستمر والتأكيد على ضرورة أن تكون اللحية بالحد الشرعي ، و المستوى الذي يحافظ على المظهر اللائق لمنتسبي القوات المسلحة (حفظهم الله)

 

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك