ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
تعد اللحية مظهراً من أهم المظاهر التي تميز الحشد الشعبي عن غيره من الاجهزة الامنية .
فهي العلامة الفارقة من العلامات الدالة على البعد الديني والجهادي لدى منتسبي الحشد الشعبي ، لاعتبارات عدة أهمها أنها تؤشر الى أن المنطلق الذي انطلق منه الحشد الشعبي و تبلور منه وجوده المبارك بالفعل ، كان منطلقاً من الفتوى الشرعية للمرجعية الدينية العليا (أدامها الله)
و استجابة الناس النابعة من عمق ارتباطهم الديني والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)
ولذا فإن السماح للمجاهدين في الحشد الشعبي بإطلاق لحاهم أمر مهم للإعتبارات آنفة الذكر .
ولكن قد تناهى لمسامعي اليوم أن الإخوة المسؤولين عن إصدار الهويات قد الزموا المجاهدين في الحشد بضرورة أن لا تحتوي صورة البطاقة (الهوية) على اللحية ، وهو الأمر الذي أثار هاجسي ودفعني للكتابة .
رغم ثقتي العالية بأن هذا القرار له إعتبارات أمنية ، ولم يأت من فراغ .
ويمكن فهم الأمر على على أن الصورة من دون لحية توضح حقيقة الشخص ،بينما يمكن للملتحي أن يخفي بعض ملامحه والعلامات الفارقة على وجهه فيصعب التعرف على حقيقته .
ومن هنا جاء محذور الصورة باللحية.
ويمكن أن تحل المسألة بتخفيف اللحية بالمستوى الشرعي وينتهي الأمر.
لكن المقلق في الأمر من أن تتحول هذه الصورة الى الصورة النمطية التي تختزلها الذاكرة لمنتسبي الحشد في المستقبل.
فنكون بذلك قد فقدنا عنصراً مهما من عناصر توفير الزخم المعنوي للمجاهدين .
نعم من حقنا أن نلفت عناية إخوتنا في الحشد إلى أن الأمر ليس مجرد لحية .
وإنما لأن هذه اللحية تحمل رمزية كبيرة و عميقة المغازي ، ولها دلالات على أن المقاتل في الحشد يقاتل بقيم ومثل دينية .وهو على استعداد للاستشهاد من أجل تلك القيم التي ترمز لها اللحية.
وليس لأحد أي عيب على الحشد هذا الأمر . فمما لا شك فيه ان لحية المتدين فيها من الحث الديني الشيء الكثير في السنة النبوية وسيرة أئمة الهدى عليهم السلام.
وكما أن لعلم الدولة الذي هو عبارة عن (قطعة قماش )رمزية وقدسية استثنائية تستوجب الاستشهاد لأجلها اذا استلزم الأمر ، فإن للحية رمزية بهذا الحجم بالنسبة للمجاهدين في الحشد الشعبي. الحقيقة أننا كنا نأمل في العراق الجديد يتغير الحال ويسمح لكافة منتسبي القوات الامنية في الجيش والشرطة وغيرهم من الصنوف الاخرى بإطلاق لحاهم ، فنحن نعيش في بلد مسلم وإطلاق اللحية من التعاليم الإسلامية المهمة ، خاصة مع عدم وجود قانون صريح يلزم منتسبي القوات المسلحة على حلق لحاهم .
فإن كان الامر متعلقا بالحفاظ على المظهر اللائق لمنتسبي القوات المسلحة _وهو أمر ضروري _. فيمكن أن يصار إلى المتابعة والتفتيش المستمر والتأكيد على ضرورة أن تكون اللحية بالحد الشرعي ، و المستوى الذي يحافظ على المظهر اللائق لمنتسبي القوات المسلحة (حفظهم الله)
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha