سامي التميمي ||
كثيرة هي القمم العربية، وقمة الجزائر هي 42 التي يعقدها الحكام العرب منذ تأسيس الجامعة العربية .في عام 1945،
أعداد القمم (29) قمة عادية و9 قمم طارئة (غير عادية) و3 قمم اقتصادية.
الملوك والرؤساء الذين حضروا تلك القمم يتراوح ما بين (9-17).
عقد القمم العربية يرجع إلى التأسيس ، كأقدم منظمة أقليمياً في العالم تنشأ بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت نشأتها كبديل للوحدة السياسية للعرب.
كانت كل القمم العربية عبارة عن جلسات للسمر وإلقاء الخطب الرنانة والتمجيد والتعظيم والتقديس بنشاطاتهم وأعمالهم التي لا تستحق ذكرها لأنها من صميم عملهم، ناهيك عن الأحاديث والأمنيات والنكات والهفوات وإرسال رسائل انتقاص من بعض خصومهم .
وبعضهم كان يستغل الجلسة بقيلولة من النوم أو تصفح كتاب بالمقلوب .
القرارات التي صدرت عن تلك القمم، لم يلتزم بها حتى دول الأعضاء في الجامعة العربية، بل ضربوها بعرض الحائط وتجاوزوها وعملوا بالضد منها.
أمريكا ودول الغرب وإسرائيل والدول الإقليمية، وكل العالم لم تقتنع ولم تلتزم بتلك القرارات والتوصيات، بل عملوا على تفتيت العرب من خلال تجمعات وتكتلات إقليمية ودولية.
وضاعت فلسطين والجولان وكثير من الأراضي العربية، بسبب ذلك الخنوع والذل والتشرذم وعدم التكاتف والتعاون.
حتى تمكنت دوائر الاستخبارات الأمريكية والغربية والإسرائيلية والإقليمية من إثارة الفتن والنعرات وثورات الربيع العربي (السيئة الصيت). بالقضاء نهائيا ً على كل نهضة وتطور ومقاومة ولو كانت بسيطة،
حتى استيقظت الشعوب العربية على أخبار التطبيع ودون خجل ولأخوف ، ضاربين بعرض الحائط تاريخ المقاومة والنضال والجهود والأموال والتضحيات.
وآخر المطاف صار الإنسان العربي مهجرا ومشردا يستعطف طلب اللجوء في بلدان الغرب هرباً من ظروف الحرب والفتن والاقتتال الطائفي والعرقي.
وصار مجبرا ًعلى مشاهدة مناظر حرق القرآن الكريم وسب الرسول محمد، وصور مسيئة للرسول والإسلام والعرب، وسط تجمعات ومظاهرات.
أين القيم والمبادئ التي تربينا عليها طوال حياتنا، خبرونا عنها كيف سنقنع أولادنا وأجيالنا، كيف سنكتب التاريخ، كيف سنروي الحكايا والقصص.
صار لِزَامًا علينا، أن ننتخب قادة جدد مجربين يتمتعون بالنزاهة والوطنية والقيم والمبادئ والشجاعة، لكي يمثلونا في البرلمان والدولة والمنظمات والتجمعات العربية والإقليمية والدولية. وهذا واجب شرعي وأخلاقي ووطني
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha