المقالات

هل ينجح الرئيس محمد شياع السوداني ببناء دولة ؟؟

1316 2022-11-04

قاسم سلمان العبودي ||

 

ولدت حكومة السيد السوداني من رحم أزمة سياسية واقتصادية خانقة ، هي الأكبر والأخطر في تأريخ العراق السياسي منذُ عام 2003 الى ما قبل تشكيل الحكومة  .

لذلك نرى أن مشروع أصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد وبناء ركيزة الدولة جاء على أنقاض سياسة فاشلة ومأزومة أدارها بمنتهى الفشل الرئيس السابق مصطفى الكاظمي . نرى لحد هذه اللحظة  ، أن الكتل السياسية قد فوضت السوداني تفويضا مطلاقاً بأتخاذ القرارات التي من شأنها محاربة الفساد الذي أصبح ( سبة ) حكومية وعادة دأبت عليها المفاصل الحكومية بشكل مخيف .

مشروع السوداني مشروع بناء دولة ، وهذه الدولة بحاجة الى جهود الجميع حتى من الممكن نوقف عملية سرقة المال العام في أقل تقدير ولو مرحلياً . أن نجاح السوداني في كبح جماح الفساد يُعد بحد ذاته نجاح على مستوى أقتصادي .

هذا النجاح مرتبط بطريقة وأخرى مع الوضع العام الأقليمي والدولي .   هناك دعم واضح من قبل المنظومة الأممية العالمية وحتى الأقليمية ، فضلاً عن الوفرة المالية الجيدة والتي من الممكن أن تكون عاملًا من عوامل نجاح السيد السوداني . نعتقد أن الضروف مهيئة للأصلاح في ظل الطلب على النفط العراقي بسبب الحرب الروسية الاخيرة مع أوكرانيًا .   بمعنى أن اللاعب الرئيسي الخارجي داعم لحكومة السوداني من أجل الحصول على مصادر الطاقة .

لم يمض سوى أيام على تنسم السيد محمد شياع السوداني منصب رئيس الوزراء حتى لمس المواطن بأن هناك جدية في الأصلاح ، وبانت ملامح خيوط العدالة الأجتماعية التي ذهبت في فترة حكم الكاظمي  . أن ألغاء الأوامر الديوانية السابقة ، وكشف رؤوس الفساد وأحالتهم الى القضاء ، رمم ولو جزئيا العلاقة بين الشعب والمنظومة السياسية  التي ذهبت أدراج الرياح  ، وبسببها عزف المواطن عن الذهاب الى صناديق الاقتراع ، مما أحرج الأحزاب السياسية كثيرا.

التحكم بالمفصل الأمني ، وتنظيف الأجهزة الأمنية من الشوائب التي عمل عليها الكاظمي في الفترة السابقة بمنح المناصب الى أشخاص غير مهنيين وغير كفوئين هو رافد آخر يصب في عملية بناء الدولة ، فضلاً عن صيانة المؤسسة العسكرية والحيلولة دون العبث بها من قبل القائمين عليها . كما أن تفعيل دور المفاصل الرقابية على عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية سيبعث رسائل أطمئنان الى الشعب العراقي الذي لحقت بهِ الهزائم النفسية بسبب الأدارات الفاشلة السابقة .

سينجح مشروع السيد السوداني عندما يرى الشعب المستضعف بملفات الفساد وداعش والأحتلال الأمريكي والتركي ، ملتف حوله قيادته التي وضعت نصب عينيها مصلحة الشعب العراقي وجعلتها أولوية وطنية قصوى ، وخصوصاً عندما تكون هناك قرارات تمس حياة المواطن مثل خفض قيمة الدولار أمام العملة الوطنية  وبناء أقتصاد قوي يرتقي بشرائح المجتمع الذي تضرر كثيرا  .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك