د.محمد العبادي ||
يصادف هذا اليوم ( ١٣ آبان) مايطلق عليه في إيران باليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي .
هذا الإسم الذي أطلقوه على هذا اليوم لم يكن إعتباطياً؛ فقد حصلت في هذا اليوم حوادث في أزمنة مختلفة :
الحادث الأولى: إبعاد الإمام الخميني إلى تركيا سنة ١٩٦٤م بعد أن إعترض بشدة على منح الحصانة القضائية للمستشارين الأمريكيين.
الحادث الثاني : هو قيام
قوات الشاه-والتي كانت تأخذ استشاراتها آنذاك من المستخدمين الأمريكيين في إيران- بقتل عدد من طلاب المدارس والجامعات، وفي أثناء ذلك اليوم (١٣ آبان/ ٤ نوفمبر ١٩٧٨م ) قتلت قوات الشاه (٥٦) طالباً ، ولذا يطلقون على هذا اليوم أيضا( يوم الطالب).
الحادث الثالث : هو قيام بعض الطلاب الثوري ( خط الإمام)في إيران ( يوم ١٣ آبان / ٤ نوفمبر سنة ١٩٧٩م) بإقتحام مبنى السفارة الأمريكية في طهران بعد أن تحوّلت إلى مقر إستخباري للتآمر ضد الثورة الإسلامية،وقد حصل أولئك الطلاب على أدلة تثبت تورط الولايات المتحدة بأعمال قتل وتحريض وتخريب،ونصح السيد الخامنئي قائد الثورة بأن توضع تلك الحادثة مع مستنداتها الدامغة في المناهج الدراسية من أجل تعريف الأجيال بأعمال أمريكا الشريرة ومؤامراتها،لكن لم يؤخذ بتلك النصيحة الذهبية.
واحدة من خصوصيات التظاهرات المؤيدة للنظام الإسلامي ؛أنها تظاهرات طوعية،لا تحتاج إلى تعبئة وتحشيد إعلامي ،ومع عدم تحشيدهم الإعلامي يخرجون من بيوتهم بالآلاف ،وهذا اليوم شاهدت تظاهراتهم المؤيدة للنظام الإسلامي، وقلت في نفسي: لو عمل المعارضون للنظام الإيراني بأجمعهم ليلاً ونهاراً لما استطاعوا أن يجمعوا حشداً صغيراً بمثل ما استطاعت الثورة ان تجمع حشودها الغفيرة طوعا.
ولو قيّض لمعارضي النظام الإسلامي أن يجتمعوا في أجمل مدينة من المدن الإيرانية واكثرها ثروة إقتصادية،وتُركوا وشأنهم في إدارة تلك المدينة ؛ لوجدتها بعد برهة قد تحولت إلى أطلال.
التظاهرات كما شاهدتها في هذا اليوم كانت كبيرة ،ويرفع فيها الناس ( العلم الإيراني ) بكثرة ،ويرددون بقبضات أيديهم ( الموت لأمريكا والموت لإسرائيل -مرگ بر امریکا ومرگ بر اسرائیل)، وبعض الشباب قد رفعوا شعار ( روحي فداءً للقائد- جانم فداى رهبر)،وكتبت كثير من الفتيات على راحة يديها ( لبيك ياخامنئي)،وبعض التظاهرات تردد وبحرارة وحماس( اين همه لشگر آمده*** به عشق رهبر آمده - جاءت كل هذه الجموع*** أتت لأجل حبها للقائد).
من طريف ما شاهدته بعض الرسوم الكاريكاتورية للسيدة مريم رجوي ، وقد رسمها ( بتقاسيم هتلر وشاربه ) ،وأيضاً كاريكاتير للرئيس الأمريكي ( بايدن) بشعره الأبيض ،ووجهه الأصفر وأنيابه،وكاريكاتير آخر فيه رسوم لإمرأة وخلفها صور بشعة لبايدن وماكرون وايضاً ابن سلمان في ضحكة شريرة وخبيثة وبيده سيف ومكتوب على تلك الصورة ( المرأة ،الحياة ،الحرية- زن ،زندكى ،آزادى).
ونقلت شاشات التلفزة -في أثناء تجمهر الناس في طهران وآراك ،وبيرجند ،ومشهد وغيرها من المدن والمحافظات- نقلت الأناشيد الحماسية والثورية والدينية والتي كان يردد ألحانها فرق الإنشاد من الناشئة والشباب ، وقارنت بين ذلك ،وبين المعارضة التي عبأت بعض الشباب [وهم قلة] عبر مواقع التواصل الإجتماعي؛ عبأتهم بالغضب والتخريب والقتل .
إنّ تظاهرات هذا اليوم ( ١٣ آبان) تكشف مدى القاعدة العريضة المؤيدة للنظام الإسلامي تعكس مدى الوحدة والإنسجام بين أبناء الشعب الإيراني ووقوفهم معه، ورفضهم للأجندة التي تعمل بتوجيه من أمريكا واسرائيل والدول الغربية .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha