المقالات

يجب نقل التاريخ الى حاضرنا


 

الشيخ محمد الربيعي ||

 

▪️للذّكرى، لأيّ عظيم من عظائمنا في التّاريخ، طريقتان في الإثارة وفي حركة الأجيال؛ هناك طريقة يعيش فيها النّاس في الماضي، بحيث تنتقل الأمّة إلى التاريخ لتسكن في التاريخ، ولتنفصل عن حاضرها، فنعيش مع الذين عاشوا في التاريخ دون أن نعطي حاضرنا أيّ شيء، وهناك طريقة أخرى، وهي أن ننقل التاريخ إلى الحاضر، لنجعله يتفاعل مع الحاضر، ويعطيه من إيحاءاته ومن أفكاره ومن خطواته ما يجعل منه قوّة تتحرّك نحو المستقبل.

▪︎في الطريقة الأولى، لن تستفيد الأجيال شيئاً من التاريخ، ولن تستفيد من العظماء، بل تتحوّل المسألة عندهم إلى عبادة للعظيم، يذكرون فضائله، ويستغرقون في شخصيّته، وينسون دوره.

وهذه طريقة الكثيرين الذين عاشوا مع العظماء في التأريخ ولكنهم لم يستفيدوا منهم شيئاً، كما نلاحظ في الكثيرين ممن يحتفلون بميلاد السيّد المسيح (ع) ويؤلّهونه، ولكنّهم لم يأخذوا منه شيئاً في كلّ حياتهم.

وهكذا الذين ينصبون للسيّدة العذراء (ع) مريم في كلّ مكان تمثالاً، ويتعبّدون للتمثال، ويعطون كلّ مشاعرهم وأحاسيسهم لها، ولكنهم ليسوا مستعدّين أن يقتربوا من روح مريم ومن طهر مريم خطوةً واحدة، هؤلاء يتعبّدون لمريم ولا يعيشونها.

وهكذا، نجد الكثيرين من المسلمين يستذكرون النبيّ محمداً (ص) في يوم مولده مثلاة، ولكن أين محمّد وأين المسلمون؟ نحتفل به، نقيم الموالد في كلّ مناسبة، ولكن بشرط أن لا نسمح لمحمّد بأن يأتي إلى بيوتنا ليصلحها، أو يأتي إلى عقولنا ليحركها، أو يأتي إلى ساحاتنا حتى يدفعها نحو العمل ونحو الجهاد.

وهكذا، عندما ندخل في حياة أهل البيت (ع)، فسنتذكر عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (ع)، بشرط أن يبقوا في أمكنتهم في التّاريخ، لأنهم إذا جاؤوا إلى حياتنا، فإنّهم يخرّبون علينا حياتنا التي اخترناها، في كلّ ما نأخذ فيه من ضلال وفسق وفجور وانحراف!

▪︎أمّا الطريقة الثانية، فهي أن ندعو عظماء التاريخ إلينا، نحن نقول للسيّد المسيح (ع) ولأمّه العذراء أن يزورانا في جيلنا هذا، لا زيارة الجسد، ولكن زيارة الفكر والأخلاق والحركة والجهاد.

وهكذا عندما نتذكّر رسول الله (ص) وأهل بيته (ع)، فإننا نريدهم أن يأتوا إلينا ليدخلوا بيوتنا، وليدخلوا نوادينا، وليدخلوا كلّ ساحاتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، حتى نستطيع أن نستلهم منهم ما استلهمه الذين عاشوا معهم في التاريخ.

وإذا كنّا نعرف أنّ العظماء في عظمتهم لا يمثّلون جسداً، حتى يُقال إنّ الجسد قد أصبح تحت التراب وغاب عن أنظارنا، ولكنّهم يمثّلون روحاً والروح خالدة، ويمثّلون رسالة والرسالة خالدة، ويمثّلون حركة والحركة التي أطلقوها منذ انطلقوا، هي نفسها الحركة التي تتحرّك في حياتنا الآن.

فنحن ندعو الى اعادة النظر في احياء كافة المناسبات مما يجعلها واقعا المحرك و المنظم الى حاضرنا

اللهم احفظ الاسلام و المسلمين

اللهم احفظ العراق وشعبه

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك