قاسم ال ماضي ||
ألحاشيةُ تَعْنّي بالمُصْطَلَحِ اللَّغَوي:-
١-ما أَحاطَ بِمُرَبَعٍ من أرضِ الحَدِيقَةِ
وهو مُخصَصٌ للأَزهارِ
((حاشيةُ حَديقة))
٢-تَوصيَّةٌ في ذَيلِ طَلبٍ أو رسالةٍ.
٣-لاحِقَةٌ، مُلحقٌ((حاشيةٌ في صَكٍ)).
٤-ما عُلِقَ على نَصٍ أو كِتابٍ أو رسالةٍ، من زياداتٍ وإيضاحٍ
((حاشيةٌ في رِسالةٍ))
٥-جماعةُ المُرافِقينَ، أتباعٌ
((حاشيةُ أمير)).
وأيضاََ في مُصطَلَحِنَا تَعني تلكَ التَوّليفةُ الجَديدةُ التي إختَرعَها شَيطانُ الإنسَ من حِمَاياتٍ وسكرَتَاريةٍ، وَمُديرُ مَكتباََ.
و و... إلخ.
مِنَ المُصطَلحاتِ التي لا تَخّطِرُ على بَالكَ التي تُحيطُ بالمَسؤولينَ وأصحابُ القرارَ ومن بِيَدهِمْ أمورَ الناسِ بِمُختَلفِ إحتياجاتِهمْ، المَاديةُ والمَعنويةُ.
وهي تَعني الكَثيرَ من المُعاناةِ وكثيرٌ من الأَلَمِ والكثيرُ مِنَ الوَهمِ.
وهي مفتاحُ الفَشَلِ لكَثيرٍ من الشَخصياتِ، والمَشاريعَ والجدارَ الناريَ الذي يَحرِقُ مَنْ يُحَاولُ الوصولَ الى مَسؤولٍ أو مُؤَسَسةٍ مِنَ المُؤَسَساتِ لكي يَنْقُلَ معاناتهِ أو يَصِفُ حالٍ أو يقضي حاجَتَهُ لِمواطنٍ أو فِئَةٍ مِنَ المُجتَمعِ.
رُبَما يَكونُ فيها رِزقُ عِيالٍ أو يَكونَ تَعَرَضَّ إلى مَظلوميةٍ وجاءََ لَمَنْ بِيَدهِ أَمْرُ رَفْعِ الظُلمَ عَنهُ، أو رُبَما يُوَضِحُ أمراََ فيهِ الصَلاحُ للبلادِ والعبادِ. يكونُ ذلك الحَاجِزُ الناريُ المُسَمى بالحاشيةِ.
هو الذي يَحولُ بَينَهُ وبينَ مايُريدُ الناسُ والمواطِنُ مِنَّ المَسؤولِ. وتَتَكونُ بينَ المُجتَمعِ والسلطةِ أو الحكومةِ أو مؤَسَساتِها بمُختَلَفِ أَشكالَها وأنواعِ عَمَلَها أو الخِدمَةِ التي تُؤَديهَا وتُلامِسُ حياةُ النَاس ومَصيرهُم.
وقد لَعَبتْ تلك الحاشيةُ دوراََ مهماََ في عَرقَلةِ مَصالِحَ الناسِ وإنّشاءُ آفَاتُ الفسادَ، ولايُمكِنُ أن تَصلَ الى فُلانٍ أو عِلَّانٍ أو تلكَ المؤَسَسَةُ إِلاّ بواسطةِ الدَفْعِ لتلكَ الحاشيةَ. وتختلفُ فِئَاتُ الدفعِ حَسَبَ الموضوعِ، وحسبُ الأهَميةَ وحسبَ المسؤولِ نَفسهُ وفي الجِهةِ المُقابِلَةِ أَقصِدُ جِهةَ المَسؤولِ تَلعَبُ الحاشيةُ دَوّرَ العِفريتَ الذي في مِصْبَاحِ علاءِ الدين.
ويَكونُ علاءُ الدينَ هو المسؤولُ طبعاََ حَيثُ تُلَبي الحاشيةُ كُلَ طَلباتُ ورغباتُ المَسؤولِ المَشروعةِ وغيرُ المشروعةَ ولا فَرقْ، ألمُهِمُ أَن يَرضى المَسوؤلُ وينامُ في العَسَلِ و يغرقُ بِسُكّرِ العَظَمَةِ.
فلا يرى إِلّا بِعَينِ الحاشيةَ ولا يعملُ أو يوافقُ أو يَرفضُ إِلّا بِأَمرِ الحاشيةِ وإشرافِهِمْ، إلى أن يكونَ أسيرٌ لَهُم. وتَتَكونُ نواةُ مافياتَ الفَسادِ.
رُبَما يَكونُ المَسؤولُ في أولِ وهلةٍ نزيهاََ أو لا يؤمِنُ بِتلكَ الأساليبُ القَذرةَ ولكنهُ يَقَعُ في دَوامةِ الحاشيةِ و فِخْاخِهَا، ولا يُدرِكُ ذلك إلّا بَعدَ أَن يُدّمِنَ سُكْرَ لَذةَ تلك الأموالُ القَذرةُ وشهوةُ المَزيدَ مِنَ السُلطَةِ ويكونُ قَد خَسِرَ نَفْسَّه، ودَشَنَ سِجْلَ خِدمَتهُ بالفَسادِ،
غارقٌ حتى أُذُنَيهِ..
لا يَعرِفُ أَينَ؟
ومِنْ أَينَ؟
في أين؟
وقد إبتَعدَ عَنهُ كُلَ مُخلِصٌ، وأنفضَ الناسُ مِن حَولِهِ، وتَحْمِلُ ذاكرةَ كُلٍ مِنّا أَشخاصٌ و مؤسساتٌ قد أَفقَدَتْهُم تلك الحاشيةُ نَزَاهَتَهُم بالفَسادِ، والمُخلِصِينَ لهم وخَسِروا قَبلَ ذلك دينَهُم وأَخلاقَهُم ويَنّزَلِقونَ في مَزبلةِ الفَسادِ.
غَيرَ مَأسوفٍ عليهم وتَبقى الحَاشيةُ تَنْتَظِرُ فَريسةََ أُخرى كَأنَها خَيطَ العَنكَبوتُ أَلا أَنَّ أَوهَنَ البُيوت لَبيتِ العنكبوت
https://telegram.me/buratha