ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
لفت نظري مبايعة المستقلين لرئيس الحكومة الاستاذ محمد شياع السوداني على مكافحة الفساد ، وهو حري بنا الثناء عليه . ومع جل الاحترام لبعض نوابهم ومساعيهم الكريمة .
الا أن الأمر الذي ينبغي على السيد رئيس الوزراء استحضاره على الدوام ، أن حكومته انبثقت من ائتلاف سياسي لقوى حزبية كابدت لأجل ولادتها مخاضات عسيرة للغاية تحملت فيها تبعات ثقيلة جعلتها في(حلك المدفع)
أما المستقلون ولسنا في وارد التقليل من شأنهم ولكننا نتكلم على مستوى التوصيف فقد كانوا يعيشون مندوحة في منأى عن المخاض العسير الذي ولدت منه الحكومة.
مع ذلك فكلنا نعلم أن جزءا مهما من الشارع العراقي في ظل خيبات الامل الشديدة التي توالت عليه من الاداء الحكومي السئ بات أكثر ميلاً للمستقلين ، خاصة وهو يرى فاعلية متابعاتهم بالكشف عن السرقات .ولذا فمن الممكن ان يتألق دورهم أكبر إذا ما تعاضدوا مع رئيس الحكومة وهو الآن يعمل بوتيرة جيدة منذ انطلاقته.
وقد يشعرهم هذا الأمر باستغنائهم عن الكتل السياسية الأخرى ، خاصة وهم يعلمون أن المسار السياسي قد يتجه نحو إجراء الانتخابات بعد اقل من عامين .ما يشكل حافزا مهما لتراصهم وتعميق حضورهم السياسي بشكل أكبر وقد يدفع بهم لخوض الانتخابات ككتلة منفردة مع رئيس الحكومة مدفوعة بزخم المنجز الكبير الذي يوفره لهم الاداء المميز للسوداني . وهذا من حقهم وليس لأحد أن يمنعهم منه.
لكننا نقول أن الجهد الحكومي الذي بدأ باستعادة ثقة الشارع العراقي بالعملية السياسية شيئا فشيئا لابد أن يصاحبه استعادة ثقة الناس بالمنظومة السياسية برمتها ومن ضمنها الاحزاب السياسية . فالعلاقة بين قوى الاطار والحكومة التي انبثقت منها أشبه بعلاقة (اللازم والملزوم).
كما أن على قوى الاطار من جانبها أن تسعى جاهدة لاستعادة ثقة الناس بها مجددا .من خلال انتفاضة اصلاحية داخلية تشمل المضمون الايدلوجي والسلوك السياسي على حد سواء.
فمن حق الناس أن ترى حركة اصلاحية حقيقية بعيدة عن الشعارات .
وهذا الامر اتيحت له فرصة استثنائية
الآن لكنه يمثل الوقت نفسه مسؤولية تضامنية بين الحكومة والقوى السياسية التي تقف خلفها.
ولكي نكون واضحين ومنصفين فان تاثير قوى الاطار في الحكومة وتاثير الحكومة على قوى الاطار سلبا وايجابا هو تأثير متبادل.
https://telegram.me/buratha