المقالات

ثقافة الجهاد في عصرنا الحالي


الشيخ محمد الربيعي ||

 

ونحن نعيش ذكرى ولادة الشهيد السعيد ابا مهدي المهندس رحمه الله واستذكارا له وللشهداء من الابطال كتبت هذه الكلمات ....

إنّ قيمة هذا الجيل من مجاهدينا، هي أنّه أعطى للجهاد معناه الإسلاميّ العباديّ الّذي يتحرّك فيه المجاهد كهمٍّ يعيشه ، وقيمة هذه السّاحة المؤمنة المجاهدة ، أنَّ كلّ النّاس الّذين يعيشون فيها، الصّغار و الكبار، النّساء و الرّجال ، يشعرون بأنّهم يعيشون حالة طوارئ جهاديّة ، يأتي إليك كلّ واحدٍ منهم ليحدّثك كيف يمكن أن يتغلّب على الإشكاليّات الشّرعيّة الّتي تحاصره فيها ساحته، فهو لا يريد أن يجاهد إلا وقد أحرز رضا الله من جميع الجهات ، ولذا يظلّ في همٍّ عندما يواجهه إشكال هنا وإشكال هناك ، وعندما يشعر بأنّه استطاع أن يتغلّب على كلّ الإشكالات الشّرعيّة، وأنّ الله يرضى عن مسيرته، فينطلق وهو متهلّل الوجه.

 و نحن نقول لكثيرٍ من النّاس الّذين يتحرّكون سياسيّاً انها اسمها  المقاومة إسلاميّة، و لا تقولون شيئاً آخر كما يقول الآخرون؟وذلك لاننا لا نريد أن نُدخل المقاومة في البازار الطّائفيّ ، لا نريد بكلمة الإسلاميّة أن نعطي المقاومة بُعداً طائفيّاً، ولكنّنا نريد أن نعطيها معنى حقيقيّاً يتحرّك من روح الإسلام ، ومن شريعته وفكره ، لينطلق الإنسان من خلالها على أساس انفتاحه على الله ، لا على أساس انفتاحه على الطّائفيّة.

إنَّ قيمة المقاومة الإسلاميَّة ، أنَّك عندما تندفع إلى صفوفها، تشعر بأنَّ هناك همّاً كبيراً تحمله، هو أن تتحرَّر الأرض ويتحرَّر الإنسان من كافة العبودية والاحتلال ليبقى حرا بطاعة الله تبارك.

حتَّى الأرض ، عندما نريد أن نحتضنها وندافع عنها ونجاهد من أجلها، لا بدَّ من أن نعطيها معنى روحيّاً يتَّصل بالله ، عند ذلك ، لا تكون الأرض مجرَّد حجارةٍ جامدة، وإنَّما تكون رسالةً تتحرَّك ، ويكون الوطن روحاً تتحرَّك.

الإنسان المسلم لا يعبد حجراً ولا جبلاً ، ولا يعبد حدوداً جغرافيَّة ، لا يعبد كلَّ هذا؛ إنَّه يعبد الله وحده، وعندما يتحمَّل مسؤوليَّة كلِّ هذه الأشياء، فمن باب أنَّ الله سبحانه يريد من خلالها أن يجعل الإنسان المسلم يتحرَّك في حريَّة إرادته من خلال حريَّة أرضه، وفي حريَّة مسيرته من خلال حريَّة وطنه.

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك