حسن كريم الراصد ||
دخلنا في بناية وزارة الخارجية التي هي أقرب إلى قصر اثري يعود لبدايات القرن الماضي يتوسط العاصمة طهران دون أن نشعر بأننا دخلنا لمطبخ صناعة القرارات الخارجية لدولة دوخت الغرب وباتت تمثل لهم صداعا مستمر.. تأملت بهذا البناء الفخم وانا يتملكني الفضول حتى أتاني الجواب بأن هذا القصر يعود للدولة الشاهنشاهية وهو القصر الملكي الذي كانت دول الإقليم تحج اليه تبايع مليكه على السمع والطاعة..
جلسنا ليدخل علينا حسين أمير عبد اللهيان (ولد في 1964 في دامغان)؛ سياسي ودبلوماسي وأستاذ جامعي إيراني، وهو وزير الخارجية الإيراني منذ 25 أغسطس 2021...
طلبنا من الوزير ان يحدثنا بما لا نعرفه عن الوضع الداخلي الإيراني وتأثير تلك الهجمة وذلك الجيل من الحروب على الجبهة الداخلية وساورد ما تحدث به بنقاط متفرقة وفق ما جاء في سياق الحديث حيث قال:
ان اجهزتنا الأمنية كانت على علم ودراية بما يخطط للبلاد وما أسموه بالخطة باء قبل حدوث أعمال الشغب بأربعة أشهر. ولدينا معلومات عن 76 مركز إرهابي في شمال العراق مهيأة لخلق الفتنة واحداث شغب في مناطق محددة. وهنالك 250 قناة فضائية دُعمت ومُولت لشن حرب معقدة ضدنا ومثلما حدث في العراق قبل عامين وتمكنوا من إسقاط حكومة عبد المهدي .. وأضاف آننا نتعامل مع أبناءنا من شباب متحمس تمكنوا من خداعه بشعارات براقه مستغلين الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وللأسف تمكنوا من خداع بعض هؤلاء.. ثم تطرق الى قدرة الجمهورية على تجاوز الازمة رغم صعوبتها ورغم تورط دول اقليمية في المؤامرة أضافة إلى مراكز شمال العراق حيث أن 37./. ممن القي عليهم القبض من المشتركين بأثارة القتل والفوضى دخلوا من كردستان او انهم زودوا بسلاح من تلك المراكز.. وقد خاطبنا السيد مسعود بعتاب عن بيانه في حادثة انتحار الفتاة مهسا اميني فاعتذروا بأن البيان صدر من مكتبه وليس منه شخصيا وطلبنا من الحكومة العراقية في بغداد التعامل مع هذه المراكز وقلنا لهم ان لم تكونوا قادرين على حماية حدودكم فنحن سنعمل على ذلك..
ثم انتقل عبد اللهيان إلى محور آخر وتحدث عن التآمر الأنكلوامريكي على العراق وايران فذكر حادثة غريبة عندما ذكر أن أحد المسؤولين العراقيين اسره بشكل شخصي في عام 2011 ان القوات الأمنية أكتشفت خلية إرهابية تعمل في تصنيع الالكترونيات للسيارات المفخخة داخل المنطقة الخضراء وقد شُكلت لجنة لتقصي حقيقة الأمر فرفض الامريكان دخول اللجنة ولكنا والكلام للمسؤول العراقي وبمناورة ذكية تمكنا من دخول المصنع وصادرنا المواد التي تدخل في التفخيخ واعتقلنا ثلاثة عشر ارهابيا ونقلناهم الى سجن في المقدادية وكان تسعة منهم من جنسيات أجنبية والباقين من جنسيات عربية..
المهم ان الامريكان طلبوا إطلاق سراحهم فرفض العراقيين ذلك فقام الامريكان بحملة عسكرية وإنزال جوي على السجن فاطلقوا سراح السجناء وفيهم مجرمين وارهابيين وقتلة ونقلوا 300 منهم الى معتقل ابي غريب الذي كان بعهدتهم وهددوا المسؤلين العراقيين بأن يتحملوا العواقب ان هم قاموا بذكر ذلك لوسائل الإعلام وبالمقابل سربوا صورا وفيديوهات تقول ان القوات الاميركية حررت معتقلين من السنة كانوا يمارس بحقهم التعذيب في سجن المقدادية..
اما ما يشاع من تزويد أيران روسيا بمسيرات حربية فقد ذكر عبد اللهيان ان إيران خاطبت الحكومة الاوكرانية بتقديم ادلتها بهذا الشأن فقالت ان هنالك مسيرة سقطت وهي سالمة. فقلت لهم : هل ان هذه المسيرة إيرانية؟ فقالوا : كلا.. ولكنها تشبه مسيراتكم..!!
وطلبنا منهم تشكيل لجنة مشتركة تجتمع في بولندا لكشف الملابسات فوافقوا وبعد اسبوع رفضوا بعد ان هددتهم الحكومات الغربية بأن الغرب يريد إدانة إيران وانتم تريدون شرب القهوة معهم في وارشو ؟!! انتهى..
كان عبد اللهيان يتحدث بحرقة والم يمتزج مع عتب لم يطريه على جاره الذي بذل له المال والسلاح ودماء أبناءه عندما تعرض لاجتياح داعش قبل سنوات وهو اليوم يسمح ان تكون أرضه منطلقا لابشع واخطر مؤامرة كونية تستهدف أمنه ووحدة شعبه ونظامه..
شعرنا بالحرج أمام ذلك الوفاء الذي يقابل بالجفاء وتملكنا القلق ان لا تكون لنا ارادة في طرد مجاميع خليعة متهتكة شعارها الابتذال وادواتها الغيلة والغدر تستهدف عمقنا الذي اختلطت دماء أبناءه مع دمائنا وقد اتخذت هذه الشرذمة من اراضينا قواعد للانطلاق نحو اراضيها رافعة راية الفوضى والانحلال.. ودعنا عبد اللهيان ولم أجد ما أقدمه له مقابل تلك الحفاوة والاهتمام افضل من تربة مستخلصة من ضريح سيد الشهداء كنت أحملها معي للتبرك وقلت : ساقدم لك شيء أتيت به من الجنة. فشمها وفرح بها ايما فرح...
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha