المقالات

خيارات العراق الصعبة

1228 2022-11-30

قاسم الغراوي ||   كاتب / صحفي   قبل نصف قرن مر على العراق ومع تغير الانظمة السياسية والانقلابات فيه الا أن حكوماته كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع روسيا . وحتى حينما نتذكر روسيا كقطب نتذكر التوازن الدولي في العالم لما تتمتع به روسيا من إمكانيات وقوة وتكنلوجيا ونفوذ عالمي ولها حق النقل الفيتو في المنظمة الدولية  شهد العالم تحولات أمنية واقتصادية في ظل انفراد أمريكا للتحكم في اوضاع العالم مسببة أزمات حروب وتوترات ومشاكل حقيقية في غالبية الأماكن في العالم . تحرك روسيا والصين لأخذ مكانها الحقيقي كاقطاب مؤثرة وفاعلة لاعادة التوازن الدولي باستخدام التكامل الاقتصادي والقرار الدولي والتخطيط لعالم خالي من الحروب والازمات لايمانهما بتعدد الاقطاب الفاعلة في العالم واستخدامها الاقتصاد لمد شبكة في العالم بعيدا من منطق الحروب .   لماذا ابتعدت روسيا عن منطقة الشرق الأوسط وخصوصا العراق مع كون الشعب العراقي والنخب ترحب بهذه العلاقات التي أسست قبل نصف قرن مما سمح للولايات المتحدة بالتواجد مسببة ارباكا في منطقة حيوية من العالم كمصدرللطاقة شهدت حروبا كثيرة دفعنا ثمنها غاليا وخصوصا في منطقة الخليج العربي . وكان العراق فيها طرفا بفعل السياسات الهوجاء لحكومة البعث ، وكذلك في أفغانستان والتوتر بين الهند وباكستان وتعرض النظام السوري للاهتزازات بفعل المؤامرات الدولية  والازمات في لبنان . في كل بقعة من هذا العالم المترامي الاطراف تجد بصمة وأثر لمشاكل وازمات تسببها إدارة الولايات المتحدة الامريكية اذ لم تتغير سياستها مع تعاقب الرؤساء وآخرها البرنامج النووي الذي أوقف ترامب التعامل مع ايران حوله واستخدم الضغوطات القصوى ضدها. في الحرب الباردة في فترة سبعينيات القرن المنصرم بين قطبي العالم امريكا وروسيا هناك اتفاقيات وتقاسم نفوذ قاري بينهما وتواجد عسكري في المحيطات والبحار والمضائق . اما العلاقات الدولية فتخضع بالنسبة للدول الكبرى مع دول العالم على اساس مصالحها الاستراتيجية الحيوية وقرب تواجدها من تلك الدول. ومع الازمات الدولية والحروب وانشطار العالم وزيادة نسبة الفقر وتغير المناخ  والتحولات الاقتصادية والتطور التقني وحروب الخليج الثلاثه ولد عالم آخر يؤمن بتعدد الاقطاب واعتمد الاقتصاد كركيزة وقوة في التصنيف الدولي والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة مع الازمات المتلاحقة للنفط بسبب الحروب والوباء . لهذا فان امريكا تقف عائقا أمام النشاط الاقتصادي لدولة الصين في طريق الحرير وتقف بالضد من محاولات بوتين لقيادة دولة قويه منافسة للقطب الواحد وتعدد الاقطاب  وتقف ضد إيران لامتلاكها الطاقة النووية وتقف ضد كوريا ، رغم هزائمها في أفغانستان والعراق وسوريا . امريكا لاتفكر في مغادرة الشرق الأوسط والخليج باعتباره مصدر للطاقة اولا ولأن الصين ستخترق تواجدها في هذه المنطقة اقتصاديا لتنتفي الحاجة لوجودها لترسم خارطة جديدة تعتمد ملامحها على الاقتصاد والاستثمار والبناء بعيدا عن الحروب وماتخلفه من دمار .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك