عبدالزهرة محمد الهنداوي ||
بوهان، ليس اسما لمقاطعة صينية على وزن "ووهان" التي خرج منها فيروس كورنا نهايات عام ٢٠١٩ ليفتك بالعالم، مخلفا ورائه مئات الالاف من الضحايا، فضلا عن ايقاف الحياة بنحو كامل، مثيرا الرعب في قلوب ملايين البشر، لتتحول كبريات العواصم، الى مدن اشباح، لذلك فان العالم بات ينظر الى هذه المقاطعة الصينية نظرة انتقام..
كما ان (بوهان .. والنيران) ليس عنوانا لفيلم سينمائي، حقق انتشارا واسعا، وحصد وارباحا بملايين الدولارات.
"بوهان" الذي نتحدث عنه، صورته مختلفة تماما عن الصورة التي خلفتها "ووهان" في قلوب العالمين،.. بوهان رسم صورة بابعاد انسانية مؤطرة بالشجاعة الفائقة، والاقدام، ونموذجا فريدا في الادارة الحقيقية، وهي الادارة بالمحبة والايثار، فصار بطلا حقيقيا، ترسخت صورته في اذهان الكثير من العراقيين..
بطلنا الذي نتحدث عنه هو اللواء كاظم بوهان، مدير عام الدفاع المدني احدى تشكيلات وزارة الداخلية، وللامانة انني لم التقِ الرجل بأي شكل من الاشكال، انما اتابعه كما يتابعه جميع العراقيين، عند نشوب الحرائق الضخمة، التي طبعت المشهد العراقي خلال السنوات الاخيرة، حرائق مرعبة، تمتد على مدار فصول السنة، حتى تجاوز عددها الـ(٣١) الف حريق خلال عام ٢٠٢١، وفي اغلب هذه الحرائق نشاهد اللواء بوهان يتقدم منتسبيه، مرتديا بدلته السوداء الموشحة بالاحمر، ضاربا مثلا حقيقيا في القيادة الصادقة، الامر الذي يلهب الحماس في نفوس ابطال الدفاع المدني، فيقتحمون النيران بعزم لايلين، وبهذه البطولة حقق بوهان وابطاله المأثرة تلو الاخرى، منقذين الكثير من المحاصرين بين النيران، ولا يقتصر الامر عند اطفاء الحرائق، فثمة الكثير من الحوادث التي نجد ابطال الدفاع المدني بقيادة بوهان يغامرون بحياتهم من اجل انقاذ رجل او طفل او امرأة، وكلنا نتذكر كيف حبسنا انفاسنا ونحن نتابع جهود هؤلاء الابطال لانقاذ حياة عدد من المحاصرين تحت ركام مزار قطارة الامام علي في كربلاء، ومبنى المختبر الوطني في بغداد، فقد واصلوا الليل بالنهار، من دون ان ينال منهم السهر والتعب، وكذلك الجوع، الذي كانوا يقاومونه بـ"لفة فلافل"!!..
وقطعا ان جهود هؤلاء الابطال، كانت معبدة بالتضحيات، فقد سقط الكثير منهم شهداء، واصيب اخرون، حتى وصلت الاصابات الى بوهان نفسه، الذي تعرض الى اصابة مع ثلاثين اخرين، خلال جهودهم للسيطرة على حريق شورجة الوزيرية الاخير.
وهنا قد تبدو فكرة الكتابة عن بوهان مثيرة للاستغراب، لاننا في العادة نقوم بسرد مآثر وبطولات الاشخاص بعد رحيلهم، عن هذه الدنيا.
ولكني، هنا آثرت الكتابة عن هذا الرجل بوصفه بطلا عراقيا، كان لبطولته الدور الكبير في انقاذ حياة الاف الناس، كما اننا بحاجة الى اشاعة مثل هذه الصور، لكي تعم وتنتشر في المجتمع، لأن من شأنها ان تحفز روح البطولة والايثار لدى الناس..
فتحية لبوهان وجنوده ابطال النيران..