قاسم الغراوي || كاتب / صحفي في الشوارع العامه وعلى الارصفة يهرول صبية وكبار السن بين السيارات لبيع السكائر اوقناني الماء او الشاي او حتى العلكه او الكلنس طلبا للرزق وكونها ظاهره غير محببة الا انهم افضل من هؤلاء الذين امتهنوا التسول وهم غالبا في تمام صحتهم ولكنهم استسهلوا طريق الكسب السريع ،بينما الباعة في الشوارع قرروا ان يعملوا ببركة التوكل على الله في الحصول على الرزق ،هؤلاء شرفاء وان كانوا على قارعة الطريق. على احد الأرصفة تقف امرأة خمسينية تبيع اشياء بسيطة كالعلكة والكلنس وقناني الماء ،منحتها مبلغا بسيطا من المال مع كوني لست بحاجة الى ماتبيعه ففي نيتي ابداء المساعدة لها او حتى الشعور بمعاناتها ،لكنها رفضت المبلغ الا ان تمنحني مقابله ماتبيعه من حاجات بسيطة . الصورة واضحة فعزتها وكرامتها رغم فقرها وحالتها لاتسمح لها بالتسول بالطريقة المبتذلة التي يمارسها البعض وهم في عنفوان شبابهم او تمام صحتهم ،هي تمارس البيع لقاء مبلغ لتشعر بجهدها وعملها بالرغم من بساطته. ظاهرة التسول منتشرة بطريقة ملفته للنظر وتسبب الاحراج للبعض وكذلك وجود الصبية من كلا الجنسين ينذر بواقع مأساوي لحياتهم المقبلة ولانعرف ما اذا كانوا مدفوعين من عوائلهم للحاجة الملحة او هم على شكل مجموعات تقسم الأماكن بينهم لمجرد الحصول على المال بطريقة يسيرة. لست متجنيا عليهم فقد لاحظت مرة في الشارع ان أحدا من هؤلاء الصبية قد سبب مشكلة لاحد المتوقفين بسيارته وتدخلت عصبة من مجموعة باعمار الثلاثين تقف على الرصيف يدافعون بموقف واحد ضد صاحب العجلة دون معرفة السبب . اعتقد ان ظاهرة التسول اخذت مديات وبدأت تتسع ويوجد في الشارع حتى من جنسيات غير عراقية عربية واجنبية تمتهن التسول فهل اصبحنا بلد التسول . على الحكومة ان تجد لهؤلاء مصدر رزق للعيش بكرامة وتتابع حياتهم وتضع الحلول الناجعة لذلك وان تنهي هذا الانتشار الملفت للنظر على الارصفة وبين السيارات للنساء والرجال والأطفال. ليس كل الذين يتسولون هم يعانون شظف العيش فبعض أصدقائي أخبرني بانه رصد شابا يتواجد في أماكن متفرقة يتسول ليجمع المال حتى يتناول المشروبات الروحية (المنكر) لانه مدمن والقصص كثيرة وأعتقد أن الجميع يعرف حقيقة ذلك ويسمع الكثير من الروايات بهذا الشان. نتمنى من وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وخبراء علم النفس والشرطة المجتمعية بالذات ان تتابع ذلك وتضع الحلول الجذرية بقرارات من الحكومة المركزية لحل مشاكل هؤلاء الذين يعانون شظف العيش بعد ان اختلط الحابل بالنابل.
https://telegram.me/buratha