كندي الزهيري ||
المخدرات ؛ تمثل أخطر أنواع الإرهاب ، يعتبر الفصل الثالث من فصول قتل الإنسان ، لما له من آثار كارثية على مستوى الشعوب ، وهو نوع من أنواع الحرب التي تحاول أن تنسف وجود المجتمع ، إذا كانت الحرب الصلبة تنسف الحجر ، والحرب الناعمة تنسف الجذور ، فحرب المخدرات تنسف الوجود بالكامل وعلى المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي ، بل تمسح وجود الإنسان ، ليصبح أسير تلك المادة وكذلك أسير العصابات التي تروج لها ‘
السؤال ؛ لما استفحلت المخدرات ؟.
قبل الإجابة على ذلك ، هناك سؤال ، المخدرات مادة ليست رخيصة الثمن ، ونحن نعيش في فترة تذبذب إقتصادي ، فلا شك إذا أنها محصورة على الأغنياء .
الجواب ؛ كلا ... كون الشباب هم الشريحة الأكبر والأكثر تأثرا في تعاطي المخدرات ، وأن كان فقير .
كيف ؟. في بادئ الأمر المستفيدون من المخدرات والمتاجرين فيها ، يمنحونها للشاب بالمجان ، وبعد فترة يتم قطعها عنهم ، لتصبح أعطي المال وخذ اغرام من المخدرات ، فيصبح الشاب بين أمران ؛ الأولى؛ يسرق أو يقتل و يبيع شرفة مقابل جمع المال ، والأمر الثاني ؛ يعمل معهم في المخدرات كمروج وشريك في نقلها .
نعود إلى السؤال الأول :
1 – نضعف القانون ، والتسويف في تطبيقه .
2 – المصالح والفساد الذي ينخر الأجهزة الأمنية ... بعد متابعة هذا الملف تبين بأن تجار المخدرات يتم إخراجهم مقابل مبلغ من المال السحت .
3 – جهات سياسية تدافع عن هؤلاء التجار ، وتأمن حركتهم مقابل المال .
السؤال الثاني ، من المستفيد من ذلك ؛
لأ شك أن المستفيد من ذلك هم :
1 – الذين يصروا على ضرب القانون وتهديده ، وعدم السماح بإيجاد قرار يحمي مطبقي القانون .
2 - الذين يبحثون على إضعاف الدولة ، من أجل المصالح الخاصة .
3 – الذين لأ يقبلون بقلع الفساد من مؤسسات الدولة ، وغيرهم الكثير .
هذا الملف سبب استفحال يعود إلى داعميه في السلطة وبعض الشخصيات ، وهو ملف حساس جدا يصعب الخوض فيه والوقوف على تفاصيله .
لأ ننسى بأن وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق عن عدد السجناء في هذا الملف إلى أكثر من 13000 شخص معتقلين أما متعاطي أو متاجر ، وهم تجار صغار لأ كبار منهم .
رغم ذلك صرحت وزارة الصحة على أن هناك إقبال كبير من المتعاطين على المستشفيات باحثين عن سبل للشفاء .
أن محاربة هذا الملف لأ يعتمد على القانون فقط إنما يحتاج وقوفه حقيقية مسؤولة من كافت المؤسسات والمنظمات ، ولا سيما المنظومة العشائرية و المنابر لما لها من أثر كبير على المجتمع ...
نحن اليوم مسؤولين أما الله في ضرورة إعلان حرب ( إعلامية ثقافية إجتماعية ) تفرضها علينا الإنسانية والمواطنة والدين على ضرورة عدم السكوت عن هذا الخطر الذي لا يقل تأثيرا وضررا من المنظمات الإرهابية لأ بل أشد منها ...