المقالات

القيادة الاقتصادية البارعة..!


الشيخ محمد الربيعي ||

 

القرآن الكريم يتعرض الى قضية هامة جدا في نجاح الدولة وهي تواجد القيادة الاقتصادية على شرط ليس قيادة ذات علمية اقتصادية فحسب ، بل قيادة تمتلك العلم والكيفية التي تبوب ذلك العلم ليجعل من صاحبة ذات براعة و ابداع في ادارة ذلك النوع من التخصص . ..

محل  الشاهد :

النبي يوسف عليه السلام تعرض القران لذكره في عدة جوانب منها جانب براعة قيادته الاقتصادية   ان نبي الله  يوسف عليه السلام .. قيادة اقتصادية  بارعة...

لقد عانى يوسف عليه السلام في حياته كثيرًا ..وابتلي ابتلاءات عظيمة ..فمن ظلم الأخوة وإلقائه في البئر ..إلى العبودية في قصر العزيز .. ثم آخرها السجن ظلما وعدوانا لسنين ..

لكن الفرج جاء بعد هذه المحن – كعادة سنة الله .. يأتي التمكين بعد البلاء والشدة – ، فتأويله لرؤيا الملك وصلت به  للحكم والسلطة ، حتى قال له الملك ( إنك اليوم لدينا مكين أمين )    يوسف ( 54 ) .

إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة  في ظل وضع اقتصادي استثنائي

استثمر يوسف عليه السلام هذه الفرصة خير استثمار – فمن صفات القائد اغتنام الفرص –   و رأى أنه الأولى والأصلح لهذا المنصب ،فعرض نفسه قائلا :

( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( 55 ) .

فبالرغم من أن الدولة أو المملكة مقبلة على وضع اقتصادي صعب .. وأزمة مالية عاصفة ، إلا أنه كان واثقاً من قدرته على القيام بحسن إدارة الاقتصاد ، معللاً ذلك بركيزتين اثنتين :

( حفيظ ) : وهي تعني – من ضمن ما تعني – : أمانة ونزاهة في المحافظة على المقدرات والموارد والمخزون الاستراتيجي للمملكة ..

( عليم ) : معرفة بكل ما يحتاج إليه التدبير الصحيح للإنتاج والاستثمار الفاعل لثروات الدولة المالية ..

إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة  في ظل وضع اقتصادي استثنائي، والتصرف فيه بما يحفظ على الدولة ثرواتها وخيراتها ..مع توجيه إتقانه وإحسانه  لخدمة رسالته التي حمل أعباءها ، ولنهضة الأمة التي ملك ناصيتها ..

وهذا ما جعل القرآن يعبر بقوله ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء..) ( 56 )

فالله يمكن لعباده ويسخر لهم الأرض ويطوعها لهم ، إن هم اتقوه وأحسنوا ، وأخذوا بسنن القوة والقيادة ، وعرفوا كيف يعمرون الكون بما لا يصادم القوانين فيه ..

اذن على قادة الدول ان يستفيدوا من القران الكريم ، في الاختيار  الرجل المناسب في المكان المناسب كما يقال . ..

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق وشعبه

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك