قاسم الغراوي ||
كاتب / صحافي
العالم يخطو خطوات سريعة نحو التطور بفعل الاكتشافات والتقنيات الحديثة التي كان لها الأثر في نفوس الغالبية العظمى من مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي والبيجات والصفحات الشخصية والإعلانات والوكالات الخبرية .
تشابكت العلاقات واقتربت وصارت المشاركات في الأفراح والمسرات والأحزان وتطورت العلاقات وانتقلت من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي برغبة الاطراف ، كما انفتحت قريحة الكُتاب والادباء عموما للتاليف والنشر وتبادل الاراء واللقاءات في الواقع الحقيقي.
تقربت المسافات البعيدة وأصبح الغالبية يبحث عن الغرباء في هذا العالم المترامي الاطراف وكل له غايته ، في الوقت الذي أهمل من هم أقرب اليه وحتى في دائرة اهتمامة وبات البعض يمنح وقتا طويلا يتسامر ليلا وصباحا ومساءا ليكون قريبا لمن يريدهم اقرب ، ومنهم من استغل مواقع التواصل لتطوير قابلياته ، ومنهم من أعلن عن بضاعته بصدق والآخر بالغش والاحتيال .
إيصال الطلبات صار سهلا مقابل أجور بعد الاتصال والاتفاق على موعد التسليم .
تيسرت أمور كثيرة وصارت في متناول اليد وفقدنا اشياء كثيرة لايمكن العثور عليها واسترجاعها ،اكتسبنا مهارات الحوار والكتابة وكنا في صورة مغايرة لواقعنا الحقيقي في التعبير عن مكنوناتنا وشخصياتنا لكننا فقدنا قيم التواصل الحقيقية في العالم الزمكاني الواقعي.
ولد جيل ورحل جيل وتارجح جيل وبين هذا وذاك فقدنا الكثير وكفنت مع الراحلين الكثير من القيم المجتمعية الرائعة التي نعتز بها وغابت الممارسات الانسانية التي تعطي انطباعا بان المجتمع لازال بخير .
المحبة ، والتوادد ، والتواصل ، ونكران الذات ، والمساعدة ، والايمان ، والبر ، والنزاهة ، والطيبة والبراءة ، والمصداقية ، والسعي لتحقيق الطموحات ، والبساطة ، والاحترام والتقدير ، والكثير مما لايسع ذكره اندثرت بعضها ولا زال البعض نتمسك به حتى اننا امسينا في نظر الآخرين متخلفين لاننا نتمسك بقيم وعادات بالية.
نحتاج إلى فلترة لمواقفنا واعادة تقييم استخداماتنا للمواقع وترتيب الاولويات والوقت باتجاه واقعنا الحقيقي لادامة العلاقات الانسانية
المتجذرة في المجتمع ونستعيد ذواتنا المفقودة في ايقونات المواقع.
واختم ببيت الشعر لقائله:
يقولون الزمان به فساد
وهم فسدوا ومافسد الزمان
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha