كوثر العزاوي ||
لولاك سيّدي يا بقيّة الله لساخت بنا
الأرض..ولبقينا في متاهات اللّجج المظلمة، ولماجَت صفحات حياتنا بفقدان التوازن وإضاعة الرشد،
لولاك سيدي لغرقنا في بحرٍ لجيٍّ تغشاه أمواج الانحرافات من فوقها سُحب الشبهات!! حتى تكتسي نفوسنا اسوداد الرّين على القلوب وتتيهُ آمالنا في صحراء الدنيا القاحلة!! ولكن.. سيّدي يا حجّة الله ورحمته الواسعة، ما كان ربّ العزّة ليعذّبنا وأنت فينا، هكذا لطفه ونحن نعوّل عليه رغم جحودنا وغفلتنا، لانّ رحمته تعالى تجلّت بوجودك، وحنانه ورأفته سطعت نورًا في محيّاك الأزهر الذي تعكسه الشمس عبر ضوئها من خلف السُّحب فتبصُره قلوبنا، فعذابه مرفوع في محضر قدسك، وأمانهُ مكفول في بحر حنانك ورأفتكَ مادمتَ فينا، وإنّ اعتقادنا أنك تقومُ على الدوامِ بالرِّعاية والمتابعةِ والتَّسديدِ، والذَّبِّ عنِ المؤمنينَ وغير المؤمنين عبر حُجُبِ الغيبِ ومناهلِ اللطفِ، أَوَ لستَ مَن تقول في رسالتك المشهورة:
{إنّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُراعاتِكُمْ، وَلا ناسِينَ لِذِكْرِكُمْ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْواءُ، وَاصْطَلَمَكُمُ الْأعْداءُ} أجل مولاي.. فسامحني إذن وأنا أكتب عنك ولك لأستريح، لأحرّر نفسي من قيود الدنيا وظلمة المادة، لأبتعد عن ضجيج المناوشات بين اقول ويقول وقال وقيل، اكتب لك وألتمس عذرك وعونك، لأنك تعني لي الكثير وتعينني على الكثير، حيث لا سند ولامعين إلّاكَ ياقبلة آمالي وقبيلتي، يا بقية الله في أرضه، ساعدني بالبحث عنك في قلمي وأوراقي وبوصلة أملي، كي أتمكّن من رسم خارطة الوصول اليك، ثمّ أعنّي ومدّني بالصبر وكلّي يقين بأني سأجدك في رقعة ما، يحفّ بك لفيف من أيتامك، عَلَّني أجد مساحتي بينهم مع نقائهم، فلمْ تعد مساحات الأرض تُغريني ولا بريق ظاهر أهلها يستهويني، فلقد أرهقَتْ عقلي ضبابية الآفاق حتى أضعتُ وسائل عالَمي المنشود، فانتشِلْ بقايا
آدميتي وخذ بيدي، فوالله وبالله وتالله أنت انت مرادي وقضيتي الأهم، فإن سهوتُ وسلوتُ يومًا باحثة عن يدٍ تسوقني إليك فها انا الآبقة مع اعترافي في محضر قدسكَ فدلني عليك، فوحدتي معك عشيرة يا كلّ آيات اللطف والجمال وياعنوان الرأفة والجلال ياصاحب الزمان الأمان.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha