تقى العباسي ||
ليلةٌ مباركةٌ طيبة، هي خير من الف شهر، حيث العباد بين راكع وساجد وقارئ للقرآن ومقيم للصلاة، وبين اعمال هذه الليلة الموعودة لجمهور المنتظرين لصاحب العصر والزمان (عج) يأتي نداءُ جبرائيل (عليه السلام) مدويّا من السماء، أن ظهر قائم آل محمد (صلوات الله عليه) وينادي (عليه السلام) ألا ان الحق في علي وشيعته.
صباح بهيج، والشمس ساطعة كأنها تنتظر الخبر، والمنتظرين يغمرهم الفرح، اختلطت دموع فرحهم بدموع شوقهم للمولى المقدس الامام المنتظر (عج) فصباح ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان تشرق شمس المهدي الموعود (عج) لنرتوي من فيض ذكراه (عجل الله فرجه) وينتهي عطش الغيبة الكبرى.
معرفة ومتابعة علامات ظهور الامام الحجة (عج) ضرورية ومهمة لكل فرد موالي، فنكران العلامات والابتعاد عن متابعتها يؤدي الى الهاوية، في زمن الفتن والغربلة، وزمن يمحص ويغربل من يشق الشعرة بشعرتين، فحذار ايها المؤمن المنتظر من الافتتان والسقوط من الغربال، وحذار من التشكيك في متابعة علامات الظهور.
قال ابو الحسن الرضا (عليه السلام) "والله لايكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى منكم الا الاندر فالاندر" لأن الامام المنتظر (عليه السلام) يريد من يتحمل كل الصعاب في طريق الانتظار، ولا يكون في قلبه ذرة شك في ظهوره (عجل الله فرجه) وان امر الامام (عج) ابين من الشمس كما روي عن المفضل بن عمر قال: فبكيت فقال لي: مايبكيك يا ابا عبدالله؟ فقلت وكيف لا ابكي وانت تقول: اثنتا عشرة راية لا يدري اي من اي! فكيف اصنع؟ قال فنظر الى شمس داخلة في الصفة فقال: يا ابا عبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت نعم قال: والله لأمرنا ابين من هذه الشمس.
علامة عظيمة تحصل في الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، قلوب المنتظرين المتلهفة والوالهة تترقب الصيحة الجبرائيلية في هذه الليلة المباركة، حيث ان الصيحة سوف يعرفها من خبرها سابقًا وكان يتحدث بها، اي المنتظرين المتابعين لعلامات ظهور الامام الحجة المنتظر (عج)
هنيئًا للمنتظرين لسماع نداء جبرائيل (عليه السلام) لأنهم ثبتوا على طريق الحق وصمدوا رغم المصائب والمحن التي لاقوها في طريق الانتظار، انه وعد الله (عز وجل) للمنتظرين الذين طالما انتظروا هذا الامر العظيم والمبارك (ظهر مهدي آل محمد) ما اجمله من خبر، سينعش اسماع المنتظرين ويبهج قلوبهم وهو يأتي بصوت الملك جبرائيل (عليه السلام)
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha