مازن الشيخ ||
كل الوقائع تشير الى إن هجوماً أميركياً على إيران سيعجل ببرنامج أسلحة نووية إيراني ليس مطروحاً على جدول الأعمال الأمريكي أو الإسرائيلي في الوقت الحالي.
استنتجت ذلك ؛وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أتفقت تلك الجهات على أن إيران ليس لديها برنامج أسلحة نووية ، نعم لديها برنامج نووي للإستخدامات السلمية، لكن تلك الجهات تخشى التطور التكنولوجي العلمي الإيراني كمنافس قوي على إمتلاك ناصية العلم.. هكذا فإن قلة قليلة في المؤسسة العسكرية الأمريكية تواقة لشن هجوم على إيران.
. لذلك فإن الحديث عن الخطوط الحمراء والضربات الاستباقية لا يتناسب مع التهديد الذي تشكله إيران لعميل الولايات المتحدة ، إسرائيل.
الهجوم العسكري او الطريق الإسرائلي غير وارد. العقوبات الاقتصادية تجلب ببساطة محنة للسكان وقد تزيد من تشدد موقف النظام تجاه الغرب. الحرب الاقتصادية ليست مثل الدبلوماسية ، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية من خلال ربط الفكرتين معًا ، تحاول جعل هذا الأمر كذلك.
القادة الأمريكان يعلمون جيدا أن العقوبات "ربما لن تعرض النظام للخطر" ، لكنها بالتأكيد "سيكون لها تأثيرات أكبر على إيران". بكلمة "إيران" ، يعني خمسة وسبعين مليون إيراني، معتادين على الصبر بصبر حائك السجاد الثمين
نتيجة لنمو النزعة الإقليمية، تم تنحية أسبقية الولايات المتحدة ونهجها أحادي القطب جانباً. إن تعميق الروابط مع إيران دليل على عدم سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة ، وفشلها السياسي في عزل إيران.
عزل إيران وتهديدها لن يؤدي إلا إلى زيادة هدير النمر في قفص. إن بناء الثقة لشبكة العلاقات في المنطقة هو السبيل الوحيد لبناء أساس مستقر لما يسميه مشروع إيران "الطريقة الأفضل والدائمة" لإنهاء المواجهة. مثل هذا النهج يجب أن يدرك أن زمن تفوق الولايات المتحدة قد ولى ، وأن وقت التعددية والإقليمية قد حان الآن.
سياسة الولايات المتحدة طوال اكثر من نصف قرن، هي خنق إيران من خلال الحرب الاقتصادية. أدت العقوبات المفروضة على البنك المركزي الإيراني إلى خسارة فادحة تلقتها العملة الإيرانية. ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وتراجعت كمياتالإمدادات الأساسية من الأسواق. وتهدد أعمال الشغب في البازارات بإحداث ضائقة اجتماعية في البلاد. ...لكن في نهاية المطاف فإن إيران الولي الفقيه صمدت صمودا أسطوريا، وحولت الخسارات المادية المتلاحقة الى فرص هائلة للنجاح..!
https://telegram.me/buratha