كندي الزهيري ||
يقال: فلان حجر عثرة في طريق فلان وهذا القول مجازي؛ إذ هو كناية عن أنَّه عَقَبَة تَعْتَرِضُه فهو تعبير اصطلاحي جرى مجرى المثل، وشاع استعماله عند الناس بهذا المعنى المجازي، إذ خرجت ألفاظه عن حقيقة معناها وصار تعبيرا اصطلاحيّا أشبه ما يكون بالمثل وهذه التعبيرات إفرازات لتجارب التي مر بها شخصا ما ...
لطالما أصرت أمريكا بأنها مساندة للشعب العراقي ، وداعمة له في كافة المجالات ولا سيما المجالات الاطاقة والإقتصاد وأعمار البلد ،وهو مجرد تصريحات لأ قيمة لها ، لكونها مخالف للفعل .
إن ضعف الحكومة العراقية ساعد كثيرا على سيطرة السفارة الأمريكية وفرض إرادتها وقرارها على كافة المستويات وأخطرها المستوى الثقافي وتحريك الشارع متى ما تشاء ، خصوصا بأن الصراع على السلطة صراع وغير شريف ، تستخدم فيه أساليب رخيصة وتنازلات مقابل الدعم من أجل إسقاط هذا أو ذاك .
وهذا يعتبر الثغرة الأبرز في صناعة القرار الوطني والمستقبلي للبلد ، لكون المصلحة الشخصية أعلى من المصالح العامة ، ورأينا الكثير من هذا الأساليب ، بحيث أن كان هناك مسؤول شريف ينوي العمل يتم أسقاطه من قبل الآخرين والسبب ( لكي لأ يحسب له إنجاز ) وهكذا .
بعد أن فهمت أمريكا نوع العقول المتصدية للعمل السياسي ، تمادت كثيرا ، وأصبحت تصدر قرارات ولا من معترض ، وأن عدم الرد القوي والحازم جعل من العملاء أكثر صلابة وأقوى ذراع مع الأسف .
لكن حين حاول العراق الخروج من السيطرة الأمريكية رأينا كيف سقط الحكم في العراق ، واليوم حكومة السوداني تنوي أن تسير نحو الصين بعيدا عن أمريكا ، ونحن نعلم مدى خطورة هذا الأمر، إذا ما لم يكن هناك خطة محكمة لمواجهة أي تحرك أمريكي محتمل ..
صرح السفير الصيني في بغداد، تسوي وي، يوم الأربعاء ، " ان الاتفاقية الإستراتيجية مع العراق ستمضي بخطوات مهمة من أجل أن يلمس العراقيون رغبة الصين في تطوير بلدهم.
سبقه تصريح إلى السفيرة الامريكية التي قالت "الولايات المتحدة مستعدة وراغبة في العمل مع الحكومة العراقية لجعل هذا الأمر واقعًا ملموسًا " .
يعني أن العراق سمح لنفسة أن يكون مسرح للصراع والحلقة الاضعف في هذا التحرك ، لكون القوى السياسية غير جادة بالتخلص واجتياز العقبة الأمريكية ، التي تعتبر العراق ولاية من ولايات الأمريكية .
إذا كان عكس ذلك كيف تفسرون قول السفير الصيني أن “الاتفاقيات التي وقعت في القمة الصينية العربية والثنائية مع كل دولة عربية سابقا ليست مختلفة”.
وأشار إلى ” أن اتفاقيات التعاون الموقعة تم مناقشتها قبل الإجتماعات الثنائية وجميع الاتفاقيات تم مناقشتها قبل التوقيع وهي تعزز الاتفاقيات الثنائية مع كل دولة عربية”. فلما لأ يوجد فيتو صريح وجاد كما يفعلون مع العراق ،الجواب بسيط وحل معقد هو ( لا يوجد قرار وطني موحد ) بسبب عدم وجود ثقة بين الأطراف المتصديين ، لان ثقافة التخوين وعقلية التسقيط ونظرية القمع ولإقصاء متحكمة في صناعة القرار العراقي .
يا ترى أن فعلها السوداني كما فعلها عادل عبد المهدي وتجه إلى ألمانيا والصين ، كيف سيكون المشهد الداخلي ، مع العلم بأن هناك تصريحات وتحذيرات حول (كتلة سياسية توجّه تحذيراً مشروطاً: الفشل العام سيتسبب بتغيير النظام) ، على الرغم من أن " السوداني يسير باتجاه تقويم أخطاء حكومات سابقة، ويسعى لإيجاد حلول لمشكلات استراتيجية" ، وان الكابينة الوزارية جاءت " بناء على اتفاقات سياسية" رغم ذلك هناك عدم طمأنينة اذما تحرك السوداني نحو الصين . مع ظهور انباء تتحدث عن وجود خلافات "حادة" على مستويات عدة بين عموم القوى السياسية للمكونات الأساسية الثلاثة الشيعة والسنة والأكراد، وفي داخلها، من بينها وأهمها قوى "الإطار التنسيقي" ، رغم أن سبب الخلافات كما يشير مراقبون إلى (خلافات بين القيادات السياسية حول إجراء انتخابات جديدة لمجالس المحافظات والانتخابات المبكرة) ، مع ذلك لأ يستطيع السوداني التحرك نحو الصين ما لم يكن هناك قاعدة صلبة ويد قوية تكسر أي ردت فعل أمريكية .
على القوى السياسية أن تعقل جيدا ، أن العراق قوة اكبر وأعظم وأرادته لا يغطيها غربال الخلافات أو مزاجيات الأمريكية ، والمستقبل يصنعه الشعب ، والتاريخ يسجل ويضع في صفحاته المقسمة بين الشرف والخسة من له موقف عظيم ناصر للشعب ومستقبله وبين موقف خسيس ناصر مصالحه الشخصية وإرادة الشيطان ،فكسرو مصالحكم الشخصية تكسر أمريكا ( سَیُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَیُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) واما العملاء والخونة الذين لا يرضون أن يتحرر الشعب من القيود سوف (وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَاۤ أَشۡیَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ) ...
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha