علي الخالدي ||
غزو العراق حلم راود الامريكيون منذ أمد بعيد، وكانوا يبحثون عن مسوغات سياسية ودبلوماسية كافية لتبرير ذلك ، أمام الرأي العام الأميركي والعالمي، فهم بدو يستشعرون اثر من يهدد كيانهم ويبدد جمعهم ويهدم بنيانهم الذي بنوه على جماجم ما يقرب ٥٠٠ مليون انسان.
لا بد من الإشارة إلى ان أمريكا بسياسة الشيطان، رسمت خارطة تشبه لعبة الباز، اذا مسكت بصورة تقترب التي بعدها، وان لم تجد الصورة التالية، فإن تنفيذ المخطط سيتاخر شيء ما ، ووصولا لضرب العراق، غرست بيوض القاعدة في أفغانستان في منتصف الثمانينات، لتربط بعض احداثها مع العراق في بداية التسعينيات، لتحمله بعض نتائجه ، وبدت تتهم العراق بالارتباط بالقاعدة وابن لادن، حتى جاء حدث ضرب مبنى التجارة العالمي في ١١ سبتمبر ٢٠٠١،والذي كان عبارة عن تمثيلية صهيونية لا غير ، لتستغل الفرصة السانحة بتمرير لعبة الغزو ، لتحقيق حلم قديم طالما حملوه بين جنباتهم، وهو احتلال العراق حماية لإسرائيل من بذرات المقاومة التي بانت بوادرها في المنطقة ، وتقييد حركة قياداته الدينية وتحويل شعبه من حامل عقيدة المقاومة والجهاد للمحتل لحمل وديع يميل له، ولم يكن همهم نفط العراق كما يروج له، فهو كان في مأمن يصدر لإسرائيل عبر نظامه البعثي العميل .
وتأكيدا لذلك يقول كلارك في كتابه (ضد كل الأعداء ص30).واصفا لقاءات البيت الأبيض في صبيحة اليوم التالي على الهجمات "كنت أتصور أني عائد للمشاركة في اجتماعات تتناول احتمال هجمات أخرى، وماذا كانت نقاط ضعفنا، وما الذي نستطيع فعله لسد تلك الثغرات في الأمد المنظور، لكني وجدتني في سلسلة نقاشات تتركز على العراق، أحسست بالريبة حول نقاشنا لأي أمر لا يتعلق بمطاردة القاعدة، ثم أدركت بكل ألم في النهاية أن [وزير الدفاع] دونالد رمسفيلد و[نائبه] بول ولفويتز يريدان استغلال هذه الفاجعة لترويج خططهما إزاء العراق ،فقد كانا يضغطان منذ بداية ولاية هذه الإدارة –بل قبل ذلك بكثير- من أجل غزو العراق. وكان زملائي في البنتاغون قد أخبروني أن العزم قد انعقد على غزونا للعراق مطلع العام 2002″.
وفي الصدد ذاته كتب الفرنسي الشهير جوني كلود في كتابه "لو كررت ذلك على مسمعي فلن اصدقه" مشيرا ان غزو العراق ٢٠٠٣ كان يحمل صبغة دينية مسيحية صهيونية، حيث استعرض المؤلف المكالمات الهافية بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الفرنسي جاك شيراك، مستعرضا المكالمات التي كانت تجري عادة مرتين في اليوم، حيث يقول شيراك (إني فوجئت باحد المكالمات، حيث يطلب مني بوش ضم الجيش الفرنسي لقوات التحالف لغزو العراق، مبررا ذلك لتدمير آخر اوكار يأجوج و مأجوج، مؤكدا لي ان ياجوج ومأجوج في الشرق الأوسط مختبئان قرب بابل العراقية ،قائلا لي بالحرف الواحد، إنها حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها، وواجب إلهي مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل).
فضلاً عن العقيدة الراسخة في اذهان الصهاينة التي عبرت عنها كتب اليهود ، التي تذكرهم دائما بزوال دولتهم على يد الرجل البابلي (ويقصدون ان الامام المهدي المنتظر عليه السلام عراقي ,سيأتيهم من العراق ليقلع جذورهم)، يمكن التصور من خلال القراءة الاولية، ان امريكا تبحث عن السلام الذي يحمي الكيان الصهيوني، وتحارب من يرهبها، قال تعالى (ترهبون عدو الله وعدوكم).
الخلاصة ان امريكا تقاتل قواعد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام في المنطقة، القواعد الممهدة لظهوره والرافضة للتطبيع مع الشيطان، المعرقلة لصورة الباز التي يريدون إكمال رسمها ,والتي تنتهي بقطعة السفياني .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha