نصير مزهر الحميداوي ||
التمهيد لظهور الإمام المهدي المنتظرعجل الله تعالى فرجه الشريف، يحتاج إلى عمل وجهاد، وتضحيات كبيرة مخلصة، يعبر فيها الممهد عن صدقه في ولاية إمام الزمان ويدعو له في كل شؤونه.
هنالك قطار يتوقف ما بين الفينة والاخرى في محطة فيصعد أُناس وينزل آخرون، في معترك الايمان نحن نمر في قافلة وهذه القافلة على الطريق وفيها من لا يستطيع أن يتحمل، فإما أن يتوقف واما ان يتراجع وهناك من يلتحق بهذه القافلة اثناء الطريق، في تعبير الرواية ان الله لينصر هذا الأمر بأناس كعبدة الشمس والقمر،كما جاء في الرواية : من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر(الغيبة للنعماني ص 330)
بمعنى انهم أُناس قبل ذلك لم يكونوا في القافلة ولكن في محطة من المحطات يدركهم التوفيق فيصعدون، في البداية لهم سلوكيات مختلفة او سلوكيات ظالمة وضالة ولكنهم في مرحلة من المراحل يُوفَّقون الى هذا الامر.
لابد من ذكر فضل الشهداء في التمهيد لزمن الظهور المقدس، فهم قد قاموا بوظيفتهم بالتمهيد، فحين تسقط دمائهم، وتعرج أرواحهم لنصرة الدين، هُنا يكون التمهيد للإمام، وبشهادتهم ينكشف الحق أمام أبصار المجتمع فهؤلاء قد تركوا الدنيا لنصرة الدين والمحافظة عليه، فهم الممهدون للظهور المقدس بدمائهم وهم من أعظم الممهدين والناصرين للإمام بأبي وأمي.
التمهيد للظهور المبارك يكون على مستويين المستوى الخاص من خلال تزكية النفس والالتزام بالتكاليف العامة من صوم وصلاة ...الخ، كذلك زيادة العلاقة بالإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف من خلال قراءة دعاء العهد، ودعاء الندبة، وزيارة آل يس وغيرها من الأمور العبادية، المستوى العام من خلال معرفة علامات الظهور الشريف التي وردت عن أهل بيت الرحمة عليهم السلام، والتي وضعت لنا لتكون بمثابة بوصلة تهدينا سبل النجاة وعدم الانزلاق نحو هاوية الفتن، وتجنب الوقوع في شباك الجماعات المنحرفة، كذلك للاستعداد والتهيؤ لنصرة رايات الهدى المتمثلة برايتي اليماني الموعود والخراساني.
مهمة الانسان المؤمن حينما يريد النصرة ايضاً لا يمكن لنا ان نتخيلها بعنوانها الفردي، بمعنى أن انساناً مؤمنا في منطقة من المناطق قرر أن ينصر الامام صلوات الله وسلامه عليه لاشك ولا ريب يمكن له ان ينصره ولو بالدعاء لكن كفعل اجتماعي حينما نتحدث عن التغيير الاجتماعي وعن تأسيس القاعدة الاجتماعية للممهدين أو المنتظرين لا شك أننا نتحدث عن جماعة عليها ان تعمل معاً وعليها ان تشكل وعياً جماعياً وارادة جماعية وعليها ان تشكل موقفاً جماعياً وثباتاً جماعياً بالشكل الذي يمكن لنا أن نقول بوجود حركة المجتمع المؤمن وحركة القاعدة الحاضنة لمشروع الامام صلوات الله عليه ونحن نعني بها مجموع المنتظرين الذين يعملون من أجل نصرة الإمام صلوات الله وسلامه عليه، حينما نتحدث بهذه الطريقة نتحدث عن معسكرين : معسكر الظلم الاجتماعي والمعسكر الذي يريد العدل الاجتماعي أو يتحزب إلى العدل الاجتماعي او يؤسس لحالة التمهيد الى كل ما يريده الإمام صلوات الله وسلامه عليه في مشروعه لتحقيق القسط والعدل في كل ربوع العالم.
ذكرت للمنتظرين صفات كثيرة، وخصائص عديدة وبعد مراجعة الروايات المتعلقة بموضوع الانتظار والمنتظرين نستطيع أن ندرج لكم بعض صفات المنتظرين :
1_أن يكون لهم استعداد لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) فيكونوا في وضع مؤهلين عقائديا ونفسيا وأخلاقيا لاستقباله
2_ عندهم عقول وفهم بحيث صارت عندهم غيبته (عليه السلام) بمنزلة المشاهدة .
3_ يتحلون بالإخلاص والصبر ومحاسن الأخلاق فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من سره ان يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئا لكم ايتها العصابة المرحومة ) كتاب الغيبة للنعماني 207.
4_دعاة إلى الدين يعملون بالواجبات ويتركون المحرمات وعاملون على تهذيب نفوسهم .
5_يدعون للإمام (عليه السلام) بتعجيل الفرج .
6_مترقبون لحكومته العالمية الحقة.
إنّ التمهيد للظهور المقدس لبقية الله هو أشرف وأفضل الأعمال على الإطلاق، و يحظى بمنزلةٍ لم يحظَ بها أي عمل آخر، وإن الغَيبة عند المنتظرين بمنزلة المشاهدة، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال:
( تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة بعده، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغَيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا، وقال عليه السلام: انتظار الفرج من أعظم الفرج)
بحار الأنوار ج ٥٢ ص١٢٢.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha