واثق الجابري ||
منذ سنة ،ولغاية تشكيل الحكومة، لم ينجح الإطار التنسيقي في تكليف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، سوى انه جمع تواقيع لنواب، وافقوا على الإجماع وليس تحالفاً سياسياً.
واحدة من المشكلات التي تشكوها الحكومات، أنْ تتشكل من توافق قوى وانفراط توافقها الى حد التقاطع والاتهامات المتبادلة، والتنصل من المسؤولية، بل مهاجمة بعضها لبعض، في حين يجلس قادتها معًا، وتهاجم جيوشها الألكترونية جيوشًا أخرى بنفس الشراسة، وكم مرة يتفقون ويصدرون وثائق، الا أنها حبر على ورق، لا تتعدى حديث الغرف.
تحتاج الحكومات وبالذات حكومة محمد شياع السوداني، الى تحالف ينطلق منه بوحدة القرار واستراتيجيته، وتعضيد دور الحكومة في إقرار القوانين، وتفعيل العمل الرقابي البرلماني ومحاسبة المقصرين ومحاربة الفساد، والاتفاق على صيغ القرار الموحد ولا طرف بعيدًا عن المحاسبة القانونية لأية مخالفة وبالذات للسلطات التنفيذية التابعة للإطار إن اراد النجاح.
إن مقومات نجاح التحالف تحتاج الى أربعة مقومات، أولها ،اجتماع القادة وسعيهم لتوحيد الخطاب والرؤى، وإثبات الإيثار وتقدير المصلحة العامة، واختيار مِن بينهم مَن هو قائد للإطار، والبقية حلقات يكمل بعضها بعضًا، والثاني تشكيل التحالف النيابي، وتحديد آليات اتخاذ القرار و والتقارب في الأفكار، بعد الدراسة المعمَّقة، وإن وجد اختلاف فيكون حبيس غرف النقاش، والحديث الإعلامي يتمحور في رأي الأغلبية، والثالث بوحدة رؤى ومواقف كل كتلة وأن تحدد هي مَن يقودها برلمانياً، ولا تكن بمنأى عن موقف رئيس الحزب أو الكتلة السياسية، والرابع بتوحيد المواقف الإعلامية ،سواء على مستوى السياسيين أو النخب الإعلامية القريبة من الإطار، ورسم سياسة إعلامية لا تتعلق بالدفاع عن مواقف آنية، بل الى رؤىً استراتيجية مستقبلية، وهذه المقومات الأربعة تتبع نهج إنجاح الحكومة فعلاً، ولا يقتصر ذلك على الأحاديث الإعلامية.
في حال عدم تشكيل الإطار تحالفًا، فستكون المواقف فردية، بعيدة عن مناهجها الاستراتيجية التي تضعها في عين المسؤولية، وقد تصدر مواقف شخصية لا تنم عن وجود أهداف لنجاح الحكومة، وتبقى كما كانت المناهج السابقة، التي أفشلت الحكومات، بوجود اتفاقات مرحلية لتشكيل الحكومة، ومن ثم تنقسم وفق مصالح حزبية، وبالتالي فإن لم يكن تحالفاً، فإنه بمرور الوقت سيتراجع كلما اقتربنا من انتخابات أو تصادمت المصالح الحزبية، ويبقى الإعلام أهم وسيلة لإنجاح أو إفشال الحكومة، والتجارب تقول أن القوى السياسية تأكل نفسها بنفسها، عندما تفكر بمصالح ذاتية، بعيدة المصالح الشعبية.