فاطمة العاشور ||
لكل شيء علامات، ففي الطرق مثلاً ترشدنا اللافتات للطريق الصحيح، وكذلك الحمى التي تظهر على الجسد هي علامة تحذيرية تدل على وجود علة ما، فكذلك هو الظهور الشريف له علامات كغيره، فعلامات الظهور تدلنا على موقعنا في الخط الزماني من الظهور الشريف.
كثير من الناس، يظنون إن تعلّم العلامات أمر غير مفيد، بل إنه يُقيد خروج الإمام صلوات الله عليه! وإنه ليس علينا إلا بتزكية انفسنا من خلال الالتزام بتأدية الصلاة والصيام وما الى ذلك من العبادات! فكيف بعلامات الظهور أن تأخر ظهوره الشريف؟!
ويقول الإمام إن من ضمن الذين يسقطون من يشق الشعرة بشعرتين! فهنا نستطيع أن نفسر كيف هناك من يُغربل وهم من المتدينين الملتزمين، وكيف لا يسقط وقد ترك علامات الفرج وراءه؟
عن الإمام الباقر عليه السلام قال:
إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال، فانبذوه إليهم نبذا، فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكر فذروه، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا(2).
لو كانت العلامات غير مهمة كما يقولون، إذاً لماذا توجد كثير من الأحاديث من قِبل المعصومين بشأن العلامات! فهل يقولون شيئاً لا أهمية له حاشاهم من ذلك؟! وهم ما ينطقون عن الهوى!
فلو كنّا لا علم لنا بالعلامات، فإن أياً كان الذي يأتي بصفته المهدي سنرحب به، ونجعله إماماً علينا، وذلك لجهلنا إن قبل الظهور هنالك عدة علامات، وإن تحققت كلها، عندها يظهر المهدي صلوات ربي وسلامه عليه.
وكمثال على ذلك؛ أتباع المنحرف الذي يدعي الإمامة (دجال البصرة) فلو كان لديهم إطلاع على العلامات، لوجدوا إن دجال البصرة من علامات الظهور!
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :(... ويخرج دجال من دجلة البصرة، وليس مني، وهو مقدمة الدجالين كلهم)(1).
بإختصار؛ العلامات بمثابة البوصلة التي وضعها لنا الأئمة صلوات الله عليهم، فإما نتدارك الأمر ونسير في النهج الصحيح لنصرة رايات الهدى، أو نتجاهلها ونقع في الهاوية مع الجماعات المنحرفة ونكون كمن جاءهم الأمر بغتة وهم في غفلة معرضون.
••••••••
(1)الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
(2)غيبة النعماني ص ٢٠٨
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha