علاء طه الكعبي||
التوازن الدولي والاقليمي، معمول فيه، في كل الدول العالم وخصوصا الدول النفطية، أو التي لديها موقع جغرافي، أو لها تأثير ديني، وبما أن العراق يمتلك تلك الخصائص الثلاث المهمة ، فهو اكثر الدول التي تعاني من التدخل الخارجي، والكل يبحث عن فرص للحصول على تلك المغانم.
وتستخدم فيه كل الوسائل والاساليب والطرق الشرعية وغير الشرعية.
ابتدأت بطريقة لوي الاذرع، والتي منها حرب المفخخات والاقتتال الطائفي، ووصل الأمر إلى اغتيال أي شخصية تحاول تغير تلك التدخلات، أو التي تبحث عن الإستقرار الداخلي للعراق.
داعش معروف عند الجميع هو صناعة أمريكية وبأدوات خليجية، لغايات واهداف كثيرة، منها الالحاح بأخراج القوات الأمريكية المحتلة، والتي تم التصويت عليه في عام 2011.
سقوط سوريا، هو صراع اقليمي على نقل الغاز من وإلى، وتصارعت فيه قطر وتركيا، ودخل الدب الروسي في ذلك الصراع الاقتصادي.
وما حدث مؤخرا في حكومة عادل عبد المهدي، هو أكبر دليل على ذلك التدخل، لمجرد أن العراق أراد الخروج من التحكم الدولي والاقليمي، وحاول التعاقد مع الصين لانجاز خط الحرير وتفعيل الاتفاقية الصينية، والتي ستسبب الضرر على ميناءات الكويت والامارات، أو التعاقد مثلا مع شركة سيمنز الألمانية، ومحاولة ازاحة شركة جنرال الأمريكية والمسيطرة منذ احتلال العراق في 2003 وإلى اليوم على وزارة الكهرباء وتهريب النفط.
واليوم ونحن في حكومة السوداني، والتي كانت شعاراتها قوية، وايضا كان جزء منها الاتفاقية الصينية والحل الجذري للكهرباء، نرى أنها بدأت تتهرب حتى في الكلام بهذا الصدد، ومحاولة مراعاة التوازن الدولي والاقليمي.
ولنرجع إلى عنوان المقال، هو الصراع بين التوازن الدولي والاقليمي، والمبادى التي يؤمن بها جمهور الاطار وبعض القوى السياسية ، في التخلص من ذلك التدخل الخارجي والتحكم بمقدرات العراق، الجمهور هو فاهم لما يحدث في العراق ويعرف جيدا مدى عدم خلق توازن دولي واقليمي، ولكنه لا يقتنع ولن يقتنع. جمهور يمتلك مبادئ عقائدية، ويرى في حكومة السوداني، الحكومة الاطارية التي اغلب قادتها من الحشديين والولائيين، ولذا فهو لا يقتنع بأي محاولة تخدش ما يؤمن به من عقائد أو قيم ومبادئ، ولا يرضى بالشراكة مع السعودية أو الاردن أو الإمارات ويعتبرها دول مطبعة مع الكيان الصهيوني، كما لم يقبل على مواقف الكاظمي، هو بالتأكيد لن ولم يقبل على مواقف السوداني وقادة الكتل في الاطار، وعملية ارضاءه ليس سهلا.
ولذا على قادة الكتل الاطارية وحكومة السوداني، أن تضع تلك التوازنات بحساب، وان تضع صراعها مع مبادئ جمهورها بحساب يوازي الحساب الأول ، وتخلق توزان آخر بينهما، وتدقق على موضوع مهم وهو الحفاظ على هذا الجمهور الذي تحمل كل المؤامرات والتهديدات التي تعرض لها منذ 2019 وإلى وقت تشكيل حكومة السوداني، ولا ينسى حجم الوعود التي اعطاها الاطار لجمهوره، وان يثبت على تلك المبادئ التي آمن بها واقتع بها الناس، وان يحافظ على دماء الشهداء الذين سقطوا قربانا من اجل ان لا يحدث خلل في عقائد ومبادئ التشيع، وعلى الاطار أن يحذر مما كان يتهم به الاخرين.