تقى العباسي ||
قال أمير الموَمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : (إذَا اخْتَلَفَ الرُّمْحَانِ بِالشَّامِ، لَمْ تَنْجَلِ إلاّ عَنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللّهِ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يا أَميرَ الموَمنين؟ قالَ: رَجْفَةٌ تَكُونُ بالشَّامِ، يَهْلِكُ فِيها أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، يَجْعَلُها اللّهُ رَحْمَةً للمُوَْمِنينَ وَعَذَاباً عَلى الكافِرين َ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا إِلى أَصْحابِ البَراذِينَ الشُّهبِ المحذُوفَة ِ، والرَّايَاتِ الصُّفْرِ، تُقْبِلُ مِنَ المَغْرِبِ حَتَّى تَحُلُّ بِالشّام، وَذَلِكَ عنْدَ الجَزَعِ الاَكْبَـرِ والمَوتِ الاَحْمَرِ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا خَسْفَ قَرْيةٍ مِنْ دِمَشْقَ يُقالُ لَهَا حَرَسْتَا. فإِذا كانَ ذَلِكَ، خَرَجَ ابْنُ آكِلَةِ الاَكْبادِ مِنَ الوادِي اليَابِسِ، ْتَوي عَلَـى مِنْبَـرِ دِمَشْق. فإذا كانَ ذَلِكَ، فانْتَظِرُوا خُرُوجَ المَهديّ عليه السلام)
هذه الرواية الشريفة تأتي في سياق منهج وضعه اهل البيت عليهم السلام، لتنبيه الناس عن الفتن في عصر الظهور، وكذلك لإرشاد الناس لنصرة رايات الهدى الممهدة للامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فهي تخبرنا عن عدة علامات لظهور الامام المهدي (ع) وإذا تأملناها بدقة نجد انها تحمل مايسمى ( تحدي الصدق) داخل نص الرواية نفسها وذلك بتطبيق نظرية الاحتمالات واستحالة الصدفة في ان تتم عدة امور، تقول الرواية انها ستحدث في المستقبل (نظام كنظام الخرز) وتحقق هذه الامور دل على الاعجاز، لأن معرفة الغيب والمستقبل شيء اعجازي، وهذا الغيب هو ما اخبرنا
به الامام أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه العلامات هي :
العلامة الاولى : اختلاف الرمحان في الشام
وقد تحقق هذا الامر بالصراع الدائر في سوريا منذ ٢٠١١ بين النظام السوري وبين العصابات الإرهابية المسلحة.
العلامة الثانية : حصول الرجفة في الشام
وقد قام الصهاينة بضرب جبل قاسيون بدمشق بقنبلة خاصة، وحسب المعطيات نجد ان الضربة النووية الإسرائيلية على جبل قاسيون بدمشق في ٥_٥_٢٠١٣ كانت هي الرجفة المذكورة في الرواية الشريفة حيث سببت ضربة جبل قاسيون هزة أرضية للعاصمة دمشق، بلغت قوتها 4.5 على مقياس ريختر، ولاتحدث هكذا هزة ارضية باستخدام الصواريخ العادية، وقد وضعت الرواية ضابطة لمعرفة هذه الرجفة هي هلاك ١٠٠ الف بعدها ولو بشكل تصاعدي (العرب يستخدمون رقم الالف والمائة الف للمكاثرة وليس شرطا ان يكون بالدقة الرقمية)
العلامة الثالثة : موت ١٠٠الف بواسطة هذه الرجفة، والتي تنطبق على ضربة جبل قاسيون، وهلاك هذا العدد لايشترط ان يكون دفعة واحدة، بل يتحقق تدريجيا و بشكل تصاعدي نتيجة الأحداث، وقد رأينا تحقق هذا الامر بموت أكثر من مئة الف من الإرهابيين.
العلامة الرابعة : هو دخول اصحاب الرايات الصفراء من مغرب الشام وهو لبنان واشتراكهم بالحرب ضد الرايات السوداء، وفعلا دخلت الى الشام الرايات الصفراء متمثلة برايات المقاومة حزب الله اللبناني، وبمعونة المجاهدين العراقيين الابطال، وجلبت المقاومة معها اسلحتها الثقيلة من الدبابات والراجمات واستطاعت تحرير منطقة (القصير ) في باديء الامر، وبعد ذلك استطاعت المقاومة تحرير معظم مناطق سوريا.
العلامة الخامسة : تكون الرجفة رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، اي ان الرايات الصفراء هي التي ستنتصر في الحرب على الرايات السوداء الارهابية، وعند دخول الرايات الصفر الى الشام اندحر الارهاب متمثلا بالدواعش وجبهة النصرة وغيرها من العصابات التكفيرية، وانسحقت رؤوس الفتنة تحت اقدام المقاومة، وتم تحرير منطقة القصير، و تأمين منطقة ريف دمشق التي تتضمن المرقد الطاهر لمولاتنا زينب عليها السلام، فمن يبحث عن المعجزات فإن هذا اعجاز إلهي بتحقق امور غيبية مستقبلية قد اخبرنا بها اهل البيت عليهم السلام، قبل اكثر من ١٤٠٠ عام، فهل من معتبر.
اما باقي الرواية من علامة زلزال حرستا، وخروج السفياني، وعلامة الحرب العالمية، فهي امور ستحدث قريبا وننتظرها بشغف وستتحقق قريبا ان شاء الله حسب التقدير الالهي، وتسلسل العلامات التي هي ضمن المخطط الإلهي لظهور الامام صاحب العصر والزمان (ع)
لذلك ينبغي على المنتظرين لإمام زمانهم ان يلاحظوا بدقة هذه الاحداث، ويدرسونها لكي يستعدوا لنصرة امامهم ويتجنبوا الوقوع بالفتن.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha