اياد حمزة الزاملي
بمناسبة ذكرى شهادة القائدين العظيمين قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس (رضوان الله تعالى عليهما)
من يبصر الواقع و ينفذ الى ما ورائه يرى انهما أحياء بيننا يعيشون معنا في قلوبنا و ضمائرنا و في جهادنا و كفاحنا في سبيل الله
انهم أسياد الجهاد و الكفاح في سبيل الله و في سبيل نصرة المظلومين و المستضعفين في جميع أنحاء العالم
كلنا سنموت و لكن هناك فرق بين ميتة و أخرى
موت يكتب لك الحياة الأبدية في الدنيا و الآخرة و هو الشهادة في سبيل الله و هو الذي يصنع لك المجد و العزة و الكبرياء
و هناك اموات و هم أحياء و هو ما يطلق عليه (البهائم البشرية) و هؤلاء لا يعرفون شيئًا عن الحياة غير إشباع شهواتهم الحيوانية و ليس هناك فرق بينهم و بين البهائم شيء
و قد وصفهم مولانا و أمامنا العظيم الإمام علي (صلوات الله عليه) في قوله (و لا تكن كالبهيمة المربوطة همها علفها)
هناك فرق كبير بين مرجعية الامام الخميني العظيم (عليه السلام) هذه المرجعية الحركية الثورية التي هزت و ارعبت الشرق و الغرب و رفعت رأس التشيع العظيم في سماء المجد و العزة و الكبرياء و أسست البنيان المرصوص لدولة الحق و العدل الالهي انها دولة مولانا و أمامنا و زعيمنا العظيم الإمام المهدي (صلوات الله عليه) دولة لها بداية و ليس لها نهاية حدودها كل ما تشرق عليه الشمس
و بين مرجعية الذل و الخنوع و الاستسلام الفاشلة البائسة التي خلقت لتموت
يقول مولانا و أمامنا الحسن العسكري (صلوات الله عليه) (ما ترك الحق عزيزاً الا ذل و لا اخذ به ذليل الا عز)
الموت هو النتيجة الحتمية لكل الخلق (كل من عليها فان)
حياتنا في قتلنا و الموت كما يعرفه اهل العرفان و التصوف (هو كالعبور في النهر من ضفة الى أخرى)
من ضفة الدنيا الزائلة الى ضفة الآخرة الأبدية
يقول الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه و آله) (لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى الملكوت)
هناك دولتان دولة الحق و دولة الباطل
دولة الحق هي دولة قائم آل محمد و هي الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و هي أهم بشارة في عصر الظهور المبارك
و دولة الباطل و هي دولة ابليس و هي امبراطورية الشيطان امريكا القذرة
انا هنا لا احاول لوي عنق الحقيقة و اخضاعها وفقاً لرغباتي المكبوتة في اللاشعور و إنما الواقع و الحقائق و الادلة كلها تشير الى ذلك و قد بينت ذلك في مقال خاص تحت عنوان (ايران جمهورية الانبياء)
سقوط امبراطورية الشيطان ليس مستحيلاً و الدليل على ذلك أن فايروس صغير جداً لا يرى الا بالمجهر اسمه (كورونا) ارعب و اذل امريكا و اوربا و جعلها تقف عاجزة بكل جبروتها و طغيانها و التكنولوجيا العظيمة التي تمتلكها و جعل الحياة فيها مشلولة لأكثر من أربع سنوات و خسرت مئات بل آلاف المليارات
ليس هناك شيء اسمه مستحيل امام مشيئة و ارادة الله سبحانه و تعالى
من كان يظن و يتوقع ان هذا الاتحاد السوفيتي العظيم و المتجبر و الطاغوت الذي سيطر على نصف الكرة الأرضية لأكثر من سبعون عاماً يسقط خلال شهر واحد كما تسقط قطع الزجاج المتهشمة
يقول مولانا الامام الصادق (صلوات الله عليه) (ان أمرنا يأتي فجأة بغتة)
العبد المؤمن حين تتوثق العروة الوثقى (ولاية علي) بينه و بين الله ينكشف له الواقع و تزول عنه غشاوة القلب و يبصر بنور الله
يقول الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله) (ليلة أسري بي فلما نزلت الى السماء الدنيا نظرت اسفل مني فاذا انا برهج و دخان و أصوات فقلت ما هذا يا جبرائيل؟! .... قال هذه الشياطين يحومون على قلوب بني ادم ان لا يتفكروا في ملكوت السماوات و الأرض و لولا ذلك لرأوا العجائب)
هكذا كانا و عاشا و قتلا في سبيل الله القائدين العظيمين قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس و سيعودان من جديد مع صاحب الأمر برجعته العظيمة (من لم يؤمن برجعتنا فليس منا)
انه العشق الالهي الذي قتلهما الذي يأتي فجأة فيحرق كل شيء ليذوب العاشق في معشوقه كما يذوب السكر في الماء و الفناء في الله ذاتاً و صفةً و فعلاً و بقاء العبد بالحق في حال الفناء و التخلق بالأخلاق الالهية و البقاء بعد الفناء و الصحو بعد المحو و قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه و عند ذلك يتولى الحق حتى يبلغه مقام القرب و التمكين
و العاشق هو الفاني في الله القائم به الظاهر باسمائه و صفاته
يقول مولانا و سيد الاوصياء و المرسلين و العارفين امير المؤمنين الامام علي(صلوات الله عليه) في وصف العاشقين لله (صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى اولئك خلفاء الله في أرضه و الدعاة الى دينه اهٍ اهٍ شوقاً الى رؤيته)
يقول رب العزة و الجلال في حديث قدسي (من طلبني وجدني و من وجدني عرفني و من عرفني احبني و من احبني عشقني و من عشقني عشقته و من عشقته قتلته و من قتلته فعليّ ديته و من عليّ ديته فأنا ديته)
قال تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين ....
بقلم /اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha