المقالات

أبو مهدي المهندس…. إنه إيزنهاور وليس باتون

1306 2022-12-26

تبارك الراضي||

 

ينتمي الشهيد أبو مهدي المهندس إلى فئة القادة الاستثنائيين في التأريخ، فبالرغم من أهميته خطورته، إلا أن الغموض يكتنف إلى الآن تفاصيل الأدوار التي أداها المهندس طيلة حياته. أما التعلق الجماهيري به، والتشيع التأريخي، يستند في أغلبه إلى الدور الأساسي والمحوري والحاسم له في معارك تحرير العراق ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

باعتقادي إذا أردت أن تعرف الشهيد القائد أبو مهدي المهندس أو رفيقه الجنرال قاسم سليماني، فلا تبحث عنهما على أللسنة من رافقوه فقط، هولاء لن يقدموا لك غير ذلك الجانب الذي يتعلق بتواضعه وخلقه وصفاته، أبحث عن ذلك الرجل الخطر على مشروع ما بعد الكولونيالية لدى أصحاب المشروع ذاته، أعرف من هو أبو مهدي؟ وكيف يصف محللي الغرب عبقرية هذا القائد؟ وما هي أهميته وخطورته التي يحسب لها حساب عند وضع الاستراتيجيات؟

يقول مايكل نايتس واصفًا أبو مهدي المهندس ما قلته في عنوان مقالي، ولكن لماذا ليس العكس؟ أي لماذا ليس أبو مهدي باتون ولماذا هو آيزنهاور؟

كلا الرجلين (دوايت آيزنهاور وجورج باتون) كانا من أعظم العسكريين الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية، كان باتون يلقب بالقوي الجسور، إذ كان يتجاهل حتى أوامر قادته ويشن الهجمات بقرارٍ فردي، هزم الألمان بأسلوبهم، لقد إستخدم أسلوب الحرب الخاطفة ضدهم وأنتصر عليهم. أشتهر باتون بأنه قائدًا ميدانيًا افتتنت به الناس وألهم رجاله روح القتال ببسالة، لكنه لم يكن سياسيًا أو حاملًا لفكراً عسكريًا.

لم يكن آيزنهاور بأقل من باتون عسكريًا، إذ كان جنرالاً عسكريًا يحمل فكرًا عسكريًا وقائدًا لجيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وقائدًا أعلى لقوات الحلفاء، تولى التخطيط والإشراف على غزو شمال أفريقيا وغزو فرنسا وألمانيا، وأصبح أول قائد أعلى لحلف الناتو عام ١٩٥١، لكنه كان سياسيًا كبيرًا أختطف رئاسة الولايات المتحدة لدورتين بفوز ساحق على منافسه أدلاي ستيفنسون ليصبح الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1953 حتى 1961.

تشكل رئاسة آيزنهاور مرحلة مهمة من تأريخ الولايات المتحدة وهي مرحلة الحرب الباردة والصراع الأمريكي السوفيتي. أبرز انعكاسات سياسات آيزنهاور على منطقتنا كانت ما عرف بمبدأ آيزنهاور، الذي رأى فيه أن تطورات الوضع تتطلب بشكل ملح تغيير السياسة الامريكية في الشرق الأوسط، ومنع أي نفوذ شيوعي من خلال المساعدات العسكرية والاقتصادية. كان آيزنهاور أحد أعمدة سياسة مواجهة الإتحاد السوفيتي والتي إنتهت بانهياره وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة النظام الدولي.

لهذه الأسباب أبو مهدي المهندس من وجهة نظر مايكل نايتس آيزنهاور وليس باتون كما يقول مقالي بعنوانه.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك