الشيخ محمد الربيعي ||
🔹️ من اراد أن يكون في نهج السيدة فاطمة ( عليها السلام) ، في عليائها .. وفي طهرها .. فعليه أن يتعلم كيف يزيل الرجس من عقله ، ومن قلبه ، ومن حياته .. أن يتعلم كيف يطهر عقله من الباطل ، وقلبه من الحقد ، وحياته من كل ما لا يرضي الله ، لأن ولايتها في طاعة الله ، و لأن التشيع لها لا يكون إلا في تقوى الله .
🔹️ لنسع أن نكون ممن تخلد ذكراهم في طهارة الروح وسمو الأخلاق وصلاح العمل ، و لنا في الزهراء فاطمة في مقاماتها الشامخة التي نالتها الأسوة الحسنة و المثل الأعلى .
🔹️ كما وجدنا عنوان الطهارة حاضرا في تكريم مريم البتول ، نجده حاضرا في تكريم السيدة الزهراء عليها السلام .. الطهارة الروحية .. السمو الأخلاقي .. التقوى الخالصة .. هالة القداسة التي تحيط بحركات فاطمة وسكناتها ، بعبادتها ودعوتها ، بدعائها ومناجاتها ، برعايتها لصاحب الرسالة ، أولا ، ثم لصاحب مقام الولاية ، و الامامة من بعده ، لتربيتها سبطي النبي فكانا سيدي شباب أهل الجنة .
🔹 حين نعود الى سيرة الزهراء ( عليها السلام ) ، نجد الشجاعة بعناصرها و مقوماتها حاضرة في شخصيتها بكل وضوح ، لا سيما في خطبتها التي واجهت بها المسلمين بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، مبنية لهم جملة من الحقائق .
🔹️ إن موقف الزهراء ( عليها السلام ) كان واضح الهدف ، وهو نصرة الحق المتمثل في موقف زوجها الإمام علي ( عليه السلام ) .. وأما الصبر والثبات فقد كانا عنوان موقفها الذي ما تغير حتى ودعت هذه الدنيا الفانية .. وأما القوة النفسية التي تفعل القوة الجسدية فقد تجلت في شخصيتها ، وانعكست في كلماتها .
🔹 ان السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، في مواقفها البطولية لنصرة الحق ، لم تتخلى عن قيمتها و مبادئها وعفتها وحيائها .. وفي هذا رد بليغ على الذين يعتبرون أن التزام المرأة الستر الشرعي سيعيقها عن أداء مسؤولياتها في الحياة ، وعن اتخاذ المواقف الشجاعة في الظروف العصيبة .
🔹 ان السيدة فاطمة ( عليها السلام ) ، الملهمة لمن خلفها من النساء ، إذ اقتدين بها في مواقف مواجهة الظلم و الباطل بكل شجاعة ..
🔹 لقد تخلت الزهراء ( عليها السلام ) ، عن كل ملذات الحياة كرامة لرضا الله جل جلاله و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) ، و بعلها الامام علي ( عليه السلام ) ، فمن هنا كانت الزهراء هي القدوة في عالم زوجية في رضاها ببساطة الحياة، وفي موقفها مع زوجها في مختلف الظروف العصيبة ، وفي نهوضها بمسؤولياتها اتجاه أسرتها فكانت سيدة النساء .
🔹 بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، كان بيت فقير بمقاييس و موازين الثرى .. فيه سبحت وسبح معها بعلها و بنوها بالغدو و الآصال .. حتى تلألأ لمن في سماء وحول العرش وأزهر .. وأمسى أصحابه نجوم سماوات ازدانت بها الدنيا وتحلت ..
🔹 الزهراء ( عليها السلام ) ، عاشت السعادة المطلقة مع زوجها الامام علي ( عليه السلام ) ، في بيت متواضع و مع زوج لايملك إلا قلبه و سيفه .. وإلا علمه وإيمانه ..
في ذلك البيت البسيط طحنت بالرحى حتى تورمت كفها .. واستقت بالقربة حتى اسود صدرها .. وكنسته حتى اغبرت ثيابها .. وفيه لم يكن من الاثاث الدنيا شيئا ذا بال .. ولكن كان البيت الطاهر .. الذي طهره الله في محكم كتابه .. و البيت الرفيع الذي رفعه الله في محكم آياته .. و البيت الكريم الذي خلد القرآن عطاءاته حيث سطر بأحرف نورانية ومعان ملكوتية ...
🔹 نريد لفتياتنا أن يتعلمن من سيرة الزهراء ( عليها السلام ) ، رحابة الايمان وطهارة النفس وسمو الأخلاق وعفاف الروح وحياء القلب والجوارح ، لا أن يحسبوا ذكراها في دهاليز المآسي و مغاليق الأخلاق ، أو أن يحولوها إلى أيقونة فوق بشرية ينالها التقديس وتتراءى لهم في الأطياف ، ولا يكون لسيرتها المليئة بصورة السمو الإنساني الحضور الحي في مفردات الحياة .
اللهم احفظ الاسلام و أهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha