حسن كريم الراصد ||
فهم قد تسلموا الحكم ووطدوا حكمهم ولا يمكن لأحد إعادة المعادلة الظالمة التي عانوا منها على مدى الف عام ولا قيمة للقول بأنها حكومة الشيعة الأخيرة او فرصتهم الأخيرة فعقارب الساعة لن تعود للوراء وما كان ينطلي عليهم من شعارات القومية واليسارية لن ينطلي عليهم مجددا. ولا ننسى ان جميع الحكومات المستبدة استخدمت الخداع حتى توطد حكمها فبطشت بالشيعة بمساعدة دول استكبارية فلا احد قادر على ارضاخهم دون مساعدة أجنبية.
ففيصل الأول هم من نصبوه ملكا فانقلب عليهم وأطلق يد السعدون لارهابهم ومن ثم أتوا بياسين الهاشمي ليقمع انتفاضة الناصرية والرميثة عام 1935 فجال وصال جميل المدفعي حتى اخمدها وأسر أبنائها وطردهم من الوظائف وحتى أطفالهم من المدارس بتفويض من الملك الذي منحه الأحكام العرفية لأول مرة بتاريخ الدولة وبمساعدة الانگليز الذين كانوا ينتظرون الثأر لجنودهم الذين قتلوا في ثورة العشرين..
ثم أتى الحكم القاسمي الذي ابدى تعاطفا غير مسبوق مع الجنوب ومكنهم حتى كانوا اداته وذراعه في الخلاص من مناوئيه ولو بقي لفترة لانقلب عليهم بعدما بانت بوادر الخلاف مع السيد محسن الحكيم رض وكادت تشتعل فتنة الخلاف فرحل قبل ذلك.
أما الحكم العارفي وما بعده البعثي فقد رضخوا لشروط النجف وجاملوا الجنوب وتجنبوا الخوض في الطوائف والطبقية حتى تبرأوا من كل الطوائف ظاهرا وعدوا الدين مجرد تراث يجب ركنه في رفوف المكتبات ومثلما جاء في كتيب الدين والتراث لمؤسس الحزب ميشيل عفلق وفعلا تمكنوا من خداع الشيعة حتى استتب لهم الأمر فبدأوا باظهار ما اخفوه لعقد من الزمن بعد انتفاضة صفر وما تبعها من حركات كانت آخرها انتفاضة الخامس عشر من شعبان والتي أسفرت عن وجه طائفي بغيض مخالف لما كان معلن في ادبيات الحزب فاخمدت الثورات وقمعت بأدوات طائفية حتى كتبت على الدبابات : لا شيعة بعد اليوم...
ومنذ ذلك الحين بلغت النخب الشيعية وجماهير العامة سن الرشد فلم تعد تنطلي عليهم تلك الخدع التي كانت تطلب من الشيعي التبرؤ من عقيدته بحجة المدنية ولكنها تدفع الآخرين للتمسك بمذهبهم.. لذلك لن ينخدع الشيعة من جديد ولن يستطع احد سلبهم استحقاقهم من جديد. . ولكن المهم اليوم هو الحاجة المسلحة لوجود قائد وزعيم سياسي يوحدهم ليصطفوا خلفه ويستظلوا بفئ رايته.
زعيم يجمع بين القيادة الروحية والسياسية ويسترشد بحكمة النجف ويتمتع بثقة مرجعها الاعلى الذي اجمعت عليه الأمة..
وبالتالي يتمكن من الاستقواء بالامة ليتمكن من مواجهة المؤامرات التي تحاك داخليا وخارجيا والتي تهدف الى سلب المكون الأكبر استحقاقاته المنصوصة في الدستور وفي عرف الديمقراطي المعروفة في العالم والتي احد مقوماتها مفهوم الحكم للاغلبية..
وان لم يتمكن الشيعة من بعث قائد سياسي جامع فلا يمكنهم مواجهة هذه التحديات التي تتطلب هكذا قائد بمواصفات غاندي ان استثنينا قادة أيران باعتبارهم قادة دينيين قد لا توجد مناخات ملائمة في العراق لاستنساخ تجربتهم وباعتبار وجود قيادة دينية تدين لها الأكثرية بالولاء والطاعة ولكنها تتجنب الغوص عميقا في الأمور السياسية للحفاظ على خصوصية مدرستها ومكانتها.. قائد قادر على مواجهة الهيمنة الإقليمية والغربية التي استفحلت بعدما أصاب البلاد الوهن والضعف..
قائد يتمكن من استعادة السيطرة على ثروات البلاد وحمايتها من اللصوص ومن سطوة المستعمرين ليعيد بناء البلاد وبناء جيشه وحماية حدوده ومن ثم يتمكن من توزيع الثروات بعدالة..
قائد يستمد قوته من الشعب لا يحابي ولا يجامل وله القدرة على قول : لا.. قائد يذيب الانتماءات الحزبية ببوتقة المكون وله القدرة أن يستقطب المكونات الأخرى بعدما يجدوا فيه القوة ويتلمسوا في شخصه العدل والانصاف.. قائد تثق به الجماهير لينهي حالة التشظي والتشتت الذي تعيشه الأمة...
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha