المقالات

هل الاحتفاء بذكرى استشهاد (قادة النصر)سياسة ؟!


محمود الهاشمي ||   تحاول جهات داخلية او خارجية ان تفسر الاحتفاء السنوي بذكرى استشهاد قادة النصر على ان فيه (جنبة سياسية) او (دينية ) وتمنع اقامة المراسيم في المؤسسات الرسمية او العامة بدعوى هذا التفسير (عدم زج مؤسسات الدولة بالسياسة )وهذا ضرب من الجهل من الضروري ايضاحه لهؤلاء (المفسرين )سواء كان تفسيرهم عن قصد او دون قصد . اولا دعونا نقرأ شخصية المحتفين بهم وهما (قادة النصر ). هذا الشخصيتان (ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني ) كلاهما رموز وطنية ودينية وسياسية في نفس الوقت ،فكلاهما يملكان مناصب بالدولة العراقية والايرانية ،ولم يدخلا ميدان الحروب باجتهاد خاص انما تكليف من قيادات البلدين ،وبذا فان التكليف بالواجب ملزم تطبيقه،ولايجوز التهرب منه او التنصل بل واجب تطبيقه في بعده الوطني وفي بعده الديني بالاضافة الى بعده السياسي . ونسال :-ماذا لو احتل الارهابيون جميع مساحة العراق ؟ لاشك سوف يتحول العراق الى حكومات (ارهابية )تفرض عقيدتها المتطرفة وتسيطر على شؤون  الحياة كافة ومصائر الناس وارواحهم وممتلكاتهم ،وليس امام المجتمع الا طريقان اما المواجهة معهم او الرضوخ او الاستسلام !فان جاهدوا  فقد ادوا رسالتهم بالدفاع عن ارضهم ووطنهم ومقدساتهم ،وان رضخوا فقد حق عليهم الذل والهوان ولعنة الله والتاريخ ، اذن فالواجب الجهادي الذي قاما به (ابطال النصر )وهو واجب وفرض عين على كل مسلم وغير مسلم ،فالشعوب تدافع عن ارضها دون تميز بين دين ومذهب وقومية وغيرها . في كل عام نقيم مراسيم اربعينية الامام الحسين (ع) ونحيي ايضا ذكرى استشهاده في عاشوراء ،وتغطي المظاهر الحسينية جميع مؤسسات الدولة وتعطل الدوائر ونحشد الطاقات والامكانيات الحكومية واحيانا هناك تعاون دولي ايضا .. والسبب لاحياء هذه الايام يعود لواقعة تاريخية قبل 1383 سنة استشهد فيها الامام الحسين (ع)على يد زمرة باغية . ولم نحيي مراسيم عاشوراء والاربعينية لمجرد قضية دينية تربطنا بالامام الحسين ع انما هي قضية سياسية ايضا وبامتياز لان الحسين واصحابه واهل بيته كان هدفهم تغيير النظام من (ظالم الى عادل ). وهذا يتمدد على كافة قادة التحرر بالعالم ،فمعظم شعوب  العالم تحتفي بذكرى ميلاد او مقتل  قادة التحرر  حتى  في دول غير دولهم فمثلا تقيم دول اميركا اللاتينية والوسطى والمكسيك جميعها مراسيم احياء ذكرى (اعدام جيفارا) وتوقد الشموع وتقيم الندوات والتظاهرات وتلقى الكلمات وغيرها . وحتى لايلتبس الامر على احد (ان سياستنا من ديننا )ولايمكن فصل احدها عن الاخر . فمثلا حتى لو اكتفينا من المؤسسة الدينية ب(النصح )فقط ،لنسأل ؛-الى اي حد اثرت توجيهات المرجعية الدينية في القرار السياسي  العراقي ؟لاشك تأثير كبير رغم انه "غير ملزم "واحيانا مجرد ايماء من المرجعية يكفي بتغيير حكومة كما كان مع السيد عادل عبد المهدي ! فكيف وقد استجابت الالاف من ابناء الشعب العراقي لفتوى المرجعية الرشيدة لمواجهة (الدواعش)وقد احتلوا ثلث اراضينا وباتوا على مشارف بغداد ؟ هل يجوز للمعلم او المدرس او الاستاذ الجامعي ان يتعامل مع الفتوى على انها (جنبة دينية  )وان هؤلاء الذين استجابوا لها مجرد ناس يؤمنون بالمراجع ولابد للمؤسسات الرسمية ان تغمض طرفها عن هكذا قرارات ؟ هذا قفز على الحقائق فلولا الفتوى ولولا من استجاب لها لما استطاع ان يقف معلم او مدرس امام لوحة بالصف!  ولا ان يجلس موظف خلف منضدة !ولنا ان نلتفت قليلا الى الوراء ونسال الذين فُرض عليهم العيش مع (الدواعش)في الموصل وكيف تعاملوا معهم ،وماهي ذكرياتهم عنهم ؟ ختاما نقول ان الذين ،لم يتفاعلوا مع ذكرى استشهاد قادة النصر مهما كانت عناوينهم ليسوا منا ،لان من بنكر تضحيات  الشهداء لايستحق ان يكون انسانا ولاان يُمنح منصبا ولارتبة بل ان بجلس في منزله لاعادة النظر بنفسه وتربيته ..وان يراقب كم من اعلام دول العالم عليها (اشارة الصليب )كرمز للسيد المسيح ؟ترى هل هذه الرمزية (دينية سياسية !!!)ولماذا لم تعترض شعوب هذه الدول على هذه الشارة بل يفخرون بها وهي مرفوعة في كل محفل رسمي وغيره .؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك