مازن الشيخ ||
في عام 1975. وضمن السياسات التمييزية التي اتبعها النظام السابق عقب إنهاء الحركة الكردية وتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، تم ترحيل العراقيين الإيزيديين من 146 قرية تقع ضمن منطقة جبل سنجار، وتم تدمير تلك القرى عن طريق هدم المنازل وردم الآبار والينابيع بالإسمنت المسلح، وتجريف الأراضي والبساتين، ثم القيام بتجميع السكان المرحلين في 11 مجمعاً قسرياً تمت إقامتها في شمال وجنوب جبل سنجار، ومنع المرحلين من الاقتراب من قراهم المهدمة مجدداً.
بعد مرور 47 عاماً من تجاهل تمليك الأراضي التي أقيمت عليها الدور في المجمعات الإيزيدية لشاغليها، قرر مجلس الوزراء التصويت على تمليك جزء من تلك الأراضي
في إطار سياسات التعريب أصدر نظام القيح البعثي قرارا بترحيل الإيزيديين العراقيين من قراهم عام 1975، خلف أضرارا فادحة، تمثلت بعملية منظمة وممنهجة بتدمير القرى الإيزيدية وترحيل سكانها إلى المجمعات القسرية من قبل النظام السابق في عام 1975، أضرار بالغة على مختلف المستويات، وخصوصاً الاقتصادية والاجتماعية، وخلفت أضرارا فادحة جدا، تمثلت بتعرض الإيزيديين في منطقة سنجار إلى ضرر اقتصادي بالغ، فعلى الرغم أن حياتهم كانت تعتمد حينذاك على الزراعة وتربية المواشي، فإنهم حرموا من زراعة أراضيهم وبساتينهم في القرى التي كانوا يمتلكونها
تفاقم ألأمر بعد سقوط نظام البعث عام 2003، كون الإيزيديين لا يمتلكون سندات ملكية لمنازلهم، فإنهم لم يتمكنوا على مدى 47 عاماً من الحصول على أي نوع من أنواع القروض العقارية أو القروض التي تتطلب وجود سندات ملكية، لكن الحكومة الحالية وبأمر من رئيس الوزراء حسمت هذا الأمر الذي يمتد عمره إلى 47 سنة في غضون عشرة أيام فقط
لكن..و منأجل تطبيق القرار الوزاري الأخير، وإستكمال الإزالة التامة لمظلومية الأيزيديين، لابد أن يتبع ذلك عدة خطوات مهمة وضرورية، تتمثل في تشكيل لجان عدة يتم إشراك الإيزيديين المختصين بهذا الأمر فيها ومن دون استثناء، مع التنسيق العالي مع حكومة إقليم كوردستان وحكومة نينوى المحلية، مع ضرورة البدء بوضع خطة رئيسية لإعادة بناء البنى التحتية على كل الأصعدة الخدمية لتلك المجمعات.
عملية التمليك يجب ان تكون مجانية تماما، بلا أثمان أو رسوم أو ضرائب، أولا لجبر خواطر المظلومين، وثانيا تعويضا لهم عما فقدوه سواء من فرص حياة حرة كريمة، أو ممتلكات ووسائل ميسرة للحياة، وثالثا لأن تلك ألأراضي ممتلكاتهم التأريخية كشعب وعشائرن وليست ملكا للحكومات.
الديون والضرائب والرسوم المترتبة على المواطنين الايزيديين يجب أن تطفأ أو تسترجع بالتقسيط المريح نظرا لان اغلبهم يعيشون في مخيمات النزوح، مع ضرورة منح قروض ميسرة لهم لتشجيعهم على العودة لمناطقهم ولاعادة اعمار تلك المنازل.
لكن قبل هذا وذاك، يجب أن يتم إحترام ما يقوله الأيزيديين عن أنفسهم، وليس ما يقوله الأخرين عنهم، فهم مكون مستقل ينتمي للعراق وحده، وليس لأي من المكونات الأخرى، هم ليسوا كردا، وليسوا عربا ، هم عراقيين آيزيديين فقط..!
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha