عباس زينل ||
اختلف كثيرًا مع الشباب الثائر المطالب للثأر في عنوانه، في الحقيقة إمريكا هي التي اخذت ثأرها من القادة في هذه الضربة، ثأر 40 سنة من النزال قضاها الجنرال الإسلامي الكبير معهم، ففي هذه السنين أفشل اللواء آلاف المشاريع للغرب في المنطقة، كانوا يصرفون ملايين الدولارات لمشروع ما؛ وكان الجنرال يأتي ببصمات إلهية مباركة يفشل تلك العمليات.
فبفضله سوريا قد صمدت دولتها وحكومتها بوجه إمريكا وأدواتها، ولبنان قبلها ومنذ حرب تموز أصبحت تواجه كيانًا عصيا على الإسلام بقوة وإصرار، العربية اليمن بإيمان واضح واجهت جميع قوى الظلام بإدارته، فأما العراق فحرب داعش ليست ببعيدة عن الذاكرة، إذ لم ننسى كيف الحاج ادار المعركة مع الشايب بدقة وامتياز، ومنذ بداية الاحتلال الامريكي للعراق كانت إداراته للمقاومة واضحة للعلن، فهو الذي جهز جميع الفصائل بالسلاح والمؤن، حتى المقاومة السنية تسلحت وقاومت المحتل بسلاح الجنرال.
إذن امريكا هي التي آخذت ثأرها الذي تأخر لسنين طويلة، رأيي ان يكون عنوان ثأرنا نحن هو؛ إخراج جميع القوات الامريكية من بلادنا، وطرد جنودها وقواعدها وان تكون سفارتها كسفارة اي دولة أخرى، فهي الان معسكر كبير يأوي المرتزقة والاجندات وتمولهم، ومصدر لتخطيط وانطلاق جميع العمليات الارهابية، وكذلك دعم منظمات المجتمع المدني التي تبث الفرقة والفتنة بين ابناء الشعب الواحد.
فأما قادتنا الشهداء فلا يليق بهم ختام؛ أعظم من هذا الختام الذي لطالما انتظروه، ولطالما تمنوه ودعوا ربهم أن يمنحهم إياه، فكانت أمنيتهم أن يقتلوا ويذبحوا وتتقطع أجسامهم اربا اربا، وان توزع أوصالهم على ارض العراق مثل الحسين وآله، فقد نالوا وحققوا أمانيهم وانتصروا، واصبحوا كقادتهم من الأئمة الاطهار، يقصدونهم الناس من كل صوب واتجاه، يتبركون بأضرحتهم ومراقدهم، وينصبون لهم المواكب كقائدهم الحسين في ذكراه، وصلى على جثامينهم الطاهرة المراجع العظام وابنائهم، خطباء المنبر الحسيني يلهجون بإسمهم وذكرهم العطر، والرواديد الكبار في الردة الحسينية لا تخلو قصائدهم عن بطولاتهم، فكيف يكون الختام أعظم اذن من هذا الختام.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha