حليمة الساعدي ||
كاتبة واعلامية
لو كنت رئيسة للوزراء لأقتنصت الفرص اقتناص الصقر للافاعي ولجعلت مصائب قومٌ هم عدوٌ لي فوائدُ. فالعقل يقول من اراد ان يتعشى بك اجعله لك غداء واستبق نواياه.
لوكنت رئيسة للوزراء لما جاملت حكومات ولا زعامات ولا ملوكا ولا سلاطين، فليس للدول اصدقاء ولكن للدول مصالح، واينما تحل مصلحة دولتي احل معها.
لو كنت رئيسة للوزراء لجعلت من ضعف امريكا قوة لي ولصنعت من محنتها الشتوية دفئا اقتصاديا انعش به شعبي واملي عليها شروطي وأملاءٓتي واتركها خلف ظهري، ولا التفت واتخذ خطوات جريئة كالتي اتخذتها السعودية، واتحالف مع القطب الاقوى والاقرب لمصالحي..
فكم مددنا الحبل للولايات الامريكية وحكوماتها التي بدأت ببوش الابن ووصلت الى بايدن الخرف الاخرق، فماذا جنينا سوى انحدار الرسم البياني للامن والاقتصاد العراقي الى الاسفل. ولو بقينا نسير تحت ضلها فلن نسلم على ماتبقّى من موروث مادي ولا معنوي فحتى الاخلاق والمبادئ والمثل اصبحت عرضة للحروب الامريكية ضد العراق فكل انواع الحروب الناعمة و الخشنه مارستها ولا زالت تمارسها ضدنا وضد ابنائنا لتحرفهم عن دينهم وعقيدتهم واخلاقهم ونبلهم، والاتجاه بشبابنا من كلا الجنسين نحو الضياع والابتذال والضياع وانتشار الرذيلة ومحاربة الفضيلة ونشر ثقافة اللا دين وكره العمامة واللباس المحتشم.
اليوم أنزل الله عقابه بدول الاستكبار وحاربهم بأضعف خلقه وهو البرد والثلوج ودخلت امريكا واوربا عصرا جليديا جديد يكاد يفتك بها وكأن السماء تنتقم ممن عاث فسادا في الارض وحارب الله بالسرِّ والعلن وتجبّر وتكبّر حتى صدّق انه المالك الشرعي لجميع شعوب ودول العالم الثالث..
اجد اليوم امريكا وهي تلوذ في محنتها الجليدية (الاعصار القنبلة) حيث لا يوجد وقود يكفي لمجابهة هذا الشتاء القاسي وليس امامها سوى العراق وآباره العملاقة التي لا تنضب، انه من الضروري جدا استغلال هذه الفرصة اكبر قدر ممكن للتفاوض من اجل اخراج الاقتصاد العراقي من عنق الزجاجة والافلات من قبضة الخزانة الامريكية. ولو بالتلويح بايقاف ضخ النفط لها وفتح خطوط تصدير جديدة والاتجاه نحو الشرق حيث الصين وروسيا وباكستان والهند وكوريا الشمالية وليس هذا فقط بل على السوداني عدم الاعتماد على الدولار بالشكل المطلق كتصريف عملة ودعم الدينار العراقي بعملات الشرق (دول اتفاقية شنغهاي) لخلق توازن اقتصادي في سوق العملة وارتياح تجاري من خلال بيع النفط لها ب(اليوان الصيني او الروبل الروسي) ونخرج من التهديدات الامريكية والهيمنة البغيضة على السياسات النقدية كما سبقت وان فعلتها دول اقليمية عدة كالسعودية وايران، وليس هذا فحسب بل و أشترط عليها عقد اتفاق امني جديد يقضي بأخراج اخر جندي امريكي من العراق وتقليص حجم السفارة الامريكية في بغداد وعديد موظفيها والمطالبة بتحديد صلاحيات السفيرة آلينـــا رومانوسكي وعدم تجاوز حدود مهامها الوظيفية كسفيرة لا تختلف عن غيرها من السفراء الاجانب. وليس هذا فحسب بل لأجبرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف بجريمتها في أغتيال الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ومحاكمتها و الجهات المتورطة معها وانزال القصاص العادل بحقهم.
وتسليم المتورطين بسرقة اموال الدولة واشعال فتيل الفتنة، وعدم السماح للسفارة الامريكية وقنصلياتها في استغلال شبابنا وتجعل منها مدارس واماكن للتدريب على فنون تخريب البلاد وزعزة أمنها واستقرارها ومحاربة الحكومة التي تريد ان تبني وتعمر البلد..
فكلنا يعلم ان تشرين مسرحية كتبت سيناريوهاتها السفارة الامريكية، وتم تنفيذها بدقة عالية على ايدي صبيان السفارة وقنصلياتها الذين باعو انفسهم للشيطان، وكادت ان تطيح بالعراق لولا لطف الله. وكل هذا لان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي اراد ان يكسر الطوق الامريكي ويتجه نحو الصين وهنا بدأت الحملة فوجهت السفارة الامريكية شياطينها وفساقها ليحرقوا الاخضر واليابس في( الوطن) تحت عنوان( نريد وطن) فحرق العراق وشعبه ليس بمهم عند امريكا الشيطان الاكبر انما المهم عندها ان يبقى العراق بين ضرسيّ ال U S A و CIA
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha