زيد الحسن ||
مصطلح ثورة الجياع فارغ من اصله ، هو شعار فقط وشعار مقزز ، والشعب العراقي يرفض هذه التسمية ان تطلق عليه يوماً ما ، ولم نسمع عن جياع انتصرت ثورتهم ونالوا مبتغاهم بل هناك من خطفها وغير مسارها لصالحه .
الاكثرية الصامتة تسمية اطلقها البعض وهي حقيقة جلية ، افرزتها الخيبات المتتالية في عمر العملية السياسية بعد عام 2003 ، فلقد عزف الكثير من الناس على الذهاب الى التصويت ابان كل انتخابات ، وامتنع الكثير ايضاً من الناس الانخراط او المشاركة والمساهمة في اي اعمال حزبية او سياسية ، وبقيت هذه الطبقة من الناس تراقب و تمحص وتفرز الصالح من الطالح ، واليوم وصلت هذه الطبقة الى طريق مسدود ، واخر عملية انتخابية هي من مهد انسداد الدرب امام هذه الطبقة الكبيرة من الناس .
اذن اصبح لدينا بركان جاهز للثورة و الانفجار ، وربما سينفجر بسبب بسيط جداً لم يحسب له حساب وسيكون هذا السبب القشة التي قصمت ظهر البعير ، وقتها لن ينفع الندم ولا الترقيع ، ولا حتى اطلاق الشعارات باسم الوطن ، وبالطبع وقتها ستكون الارضية خصبة لاشعال هذا البركان من قبل جميع المتربصين بالعملية السياسية وسوف تستخدم كل (الادوات ).
البركان الثاني هو جمهور التيار الصدري ، هذا الجمهور المضحي الاول في كل مراحل العملية السياسية ، هو اول من قاتل وهو اول من نزف الدماء ، واليوم اصبح خارج حتى من الانتماء الى الوطن بسبب التضييق السياسي عليه ، ولو ثار هذا الجمهور فلن يهدأ حتى يحقق مايصبوا اليه .
ماذا يحدث لو انفجر البركانين معاً ؟ بركان الطبقة الصامتة مع بركان جمهور التيار الصدري ، اعتقد وقتها قيادات التيار الصدري لن تسكت ولن تسمح ان تتكرر عملية الابادة للشعب ، بل سوف تقاد هذه الثورة من قبل قادة لهم باع في السياسة وستكون ثورة غاضبة ثورة ترفض الظلم ولوي الاذرع .
لو ارادت الطبقة السياسية معالجة الامر لكان بامكانها ذلك ، لكنهم يثبتون يوماً بعد يوم انهم بعيدون عن الشارع العراقي كل البعد ، بل حتى اصبحنا نشك بانهم يعملون من اجل مصلحة العراق ، فمن غير المنطق اختلاق ازمات وفرضها على بسطاء الناس ، ومن غير المنطق ايضا هذا البرود البرلماني في ممارسة دوره الحقيقي في مراقبة ومحاسبة السلطة التنفيذية ، بل كل مايحصل تسويف و مماطلة واعذار واهية و قرارات فاشلة في محتواها براقة في شعاراتها .
من يعتقد ان الشعب سيستمر بالسكوت فهو واهم ، اليوم الشعب يعقد الامل كله على ثورة تغيير ، ولن يقبل بعمليات الاصلاح والترقيع بعد اليوم ، احذروا انفجار البراكين قبل فوات الآوان .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha