فاطمة العاشور ||
عصر الظهور؛ حلم الأنبياء والأوصياء ولطالما حلموا العيش فيه، عصرٌ يتحقق فيه حلم آدم، عصرٌ يشفى فيه صدر فاطم، حتى ان الامام الصادق عليه السلام قال عن الامام الحجة: لو أدركته لخدمته أيام حياتي، فكم لدينا من الحظوة عند الله،لكي نعيش الآن أعتاب هذا الظهور، قد منّ الله علينا في العيش في آخر سنيّ الغيبة، زمن نترقب فيه العلامات، وهي تتحق واحدة تلو الاخرى.
فلم يتبق إلا القليل، حتى نعيش لحظة سماع الصيحة، التي تكون بصوت ملائكي وما أجملها من صيحة، ترنيمة عشق لأهل الأرض، فهي تخبر شيعة القائم عجل الله فرجه الشريف، بإن يستبشروا ويفرحوا فإن إمامهم الذي طال إنتظاره سنين طويلة، قد ظهر اخيراً، فصيحة جبرائيل تكون إعلان إلهي، لنهاية عصر الظلم والجور، وبدء عصر العيش مع معشوق زماننا، فيستبشر الناس فرحاً مرحبين به، وعيونهم تملؤها دموع الفرح، فطالما حلموا برؤية طلعته الرشيدة، فيقرر الناس جميعاً بحماسهم، نصرة القائم، وان لا يتخاذلوا عن نصرته ابداً.
ولكن هل ستكتفي الماكنة الإعلامية للعدو بالمشاهدة، وهي ترى قائمنا يظهر؟ بل سيعمل محرك الإعلام على تسقيط الصيحة!
صيحة إعجازية، بصوت جبرائيل، توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج الفتاة من خدرها فرحاً، وإبتهاجاً، بظهور القائم،يسمعها كل أهل لغةٍ بلغتهم ،فكيف للماكنة الإعلامية أن تسقط شيئاً إعجازياً كهذا؟ سيشكو جبرائيل لله بأن أهل الأرض قد كذبوه..!
دور الحرب الإعلامية لن ينتهي، فهو مستمر من يومنا هذا الى اليوم الموعود، بل سيتطور لدرجة إنكار هذه الصيحة! وانها من سحر الشيعة، حيث ان التطور التكنلوجي في الجمهورية الاسلامية من الأقمار الصناعية وغيرها هو ما سنُبتلى به بإعتباره من سحر إيران(حسب زعمهم) لاسيما نحن نشهد بذلك التقدم الذي يحصل حاليا، فيضيع الناس بين مكذّب ومصدّق، حتى ينتهوا بتكذيب تلك الصيحة.
تتبدل آراء الناس ويتغير موقفهم، ويتغلغل الخوف الى قلوبهم، ويقل إهتمامهم شيئاً فشيئاً، حتى إن المصدقين بها يدخلهم الظن والشك ويصدقون بالصيحة الكاذبة(الاعلام) أي يصدقون إن صيحة جبرائيل هي ليست بالصيحة الحقيقية.
ولكن من سيميز صيحة الحق من الباطل؟
و عن هِشام بن سالم قال: سَمِعتُ أبا عبد الله صلوات الله و سلامهُ عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أوّل الليل، و صيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، و واحدة من إبليس فقلت: و كيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها مَن كان سمع بها قبل أن تكون»(1)
سيميز صيحة الحق، من كان دارسٌ للعلامات، ويعلم انها ستُكذب من قِبل أبالسة الإنس، فمن يحذر من الوقوع في هذا الإبتلاء سينجو.
من الضروري أن لا نغفل عن الحرب الإعلامية فهي نوع من أنواع الحرب الناعمة.
تشكيل وتوجيه الرأي العام، وخلق القضايا، بيد الاعلام، فهو هو السلطة الرابعة، فذلك سيتسبب بخسارتنا لأعظم أمنية لدينا والتي نرددها في كل صباح،(اللهم إجعلنا من أعوانه وأنصاره)،أي خذلان الشيعة للقائم عجل الله تعالى فرجه.
………
(1 (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha