منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح
إفتتاحية خليجي 25 البصرة كانت ناجحة مبهرة مذهلة بل كانت الإفتتاحية من حيث التقنية والتصميم والإخراج أفضل من افتتاحية كأس العالم في الدوحة شاء من شاء وأبى من أبى .. لقد أسعدتنا تلك الإفتتاحية كثيرا واعادت لنا الثقة في مؤسساتنا المعنية بإمكانية ان نقدم شيئا مميزا يليق بإرث العراق العظيم وتأريخه ودوره الريادي في المنطقة والعالم . شيء أروع من رائع واجمل من الجميل . كان بحق وإنصاف شيء يستحق الإحترام وينتزع الإعجاب والتقدير . ولكن وآه لما بعد هذه ال لكن ...
ثمة أشياء حصلت لابد ان نتوقف عندها وهي وان تباينت مفرداتها واحداثها الا انها وبالمختصر المفيد من تداعيات رجال السياسية حيث تبدأ منهم وتنتهي بهم . للأسف الشديد تحولت المقصورة المخصصة للوفود الرسمية في ملعب جذع النخلة ال VIP الى مكان للفوضى والزحام حتى إننا شاهدنا رئيس الوزراء محمد السوداني وهو يلقي كلمة افتتاح البطولة بحالة من الإمتعاض وعدم الإرتياح وملامح ذلك واضحة عليه .
تدافع بين الحمايات واشتباك بالأيدي والوفد الرسمي الكويتي ينسحب ويغادر الملعب ومن جهة أخرى عشرات الآلاف من الجماهير التي لا تمتلك بطاقة الدخول دخلوا للملعب من حيث ما شاءوا وتمكنوا فيما بقي أصحاب التذاكر الرسمية خارج الملعب الذي امتلأ بشكل يوحي بانفلات الوضع وعدم السيطرة وغياب تام للجهات الأمنية المسؤولة .
بين هذا وذاك كان سياسيوا البرلمان وحماياتهم وعوائلهم واصدقائهم متربعين على مقاعد المقصورة الخاصة من دون اذن خاص ولا تنظيم ولا سائل ولا رقيب وهل هناك من يجرأ ان يسئل عظماء السياسة وفطاحل الفلته امثال الحلبوسي والخنجر او البره زاني وحماياتهم بعددهم وعدّتهم من دون ان يراعوا قانونا ولا عرفا ولا ذمّة ولا اصول او حياء . أما كان المفروض والمفترض على حماية رئيس الوزراء وبعد ان وجدوا الأمور من دون الإشراف الأمني المطلوب ان يتولى الفوج الرئاسي الخاص برئيس الوزراء بضبط الأمور والسيطرة على بوابات الدخول وإناطة الأمر بهم حصريا .
اليس رئيس الوزراء هو الحاكم التنفيذي الأول في العراق فأين الحزم والشدة والظهوور والحضور ؟؟؟ ما هو الداعي لدخول حمايات الساسة وأشباه الساسة للمقصورة المؤمنة أم انها عقدة الأنا والشعور بالنقص او عظمة الجنون او مصداقا للمثل القائل ( شاف ما شاف .. شاف.....,. ) .
هل من الصحيح وهل من المعقول تلك المشاهد للوفد الكويتي خارج مدرجات الملعب ينتظر من يؤمن له الدخول في زحام وفوضى بغض النظر عن مدى مصداقية ما قاله الوفد الكويتي او ما اعلنه من بيان تسّرع في صياغته واعلانه . كم تمنينا ان تتم الفرحة ويكون كل شيء على ما يرام وكما نتمنى ولكنها السياسة وما ادراك ما السياسة عنوانا في بعض شخوصها للنجاسة بل عين النجاسة . لم يتركوا لنا شيئا من دون ان يلطخوه في آثامهم ونفاقهم .
كم تمنينا ان ينزل رئيس الوزراء السيد السوداني الى ارض الملعب ليحيي العقيد البطل علاء العيداني الذي فقد عيونه بمعارك الإنتصار على د١١عش وطلب ان يكون له رفع راية العراق في افتتاحية خليجي 25 ورفعها بفخر وكبرياء .
تمنينا على رئيس الوزراء ان يحيّه ويصطحبه معه ليجلس بجانبه في المقصورة بدلا من ساسة النجاسة وأن ترفع صور ابن البصرة البار البطل الشهيد ابو مهدي المهندس ليعرف العالم من هم الأبطال الذين أمنّوا لنا بقاء دولة وحياة وافتتاح بطولة .
اخيرا وليس آخرا نقول شكرا لكل من ساهم بنجاح الإفتتاح وشكرا للفريق العراقي رغم التعادل مع عمان الذي رأيناه يبشر بالخير وافضل مما كان وتبا لكل من خذل العراق بما فيهم من كنت اسمعه واطرب لأغنياته كاظم الساهر لأن العراق اكبر منه ومن كل ما غنى فلولا العراق لما كان او يكون والسلام ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha