حسن كريم الراصد ||
هو هذا الذي يفعل العجائب.. الحب هو الدافع الذي لم تكتشفه في نفسك وأنت تحب أن تكرم ضيفك.. الحب هو الذي يجعلك تنسى الماضي بدماءه ودخانه وحرائقه ومفخخاته...
الحب هو من يجعل العراقي والجنوبي والبصري يريد أن يقدم شيء لضيوفه.. هو يتلمس وجوده في هذا الكرم.. يجد نفسه عندما يخدم البشر..
هو شعب في ذاكرته ثقب لا تحفظ الإساءة وتبقى على الإحسان ولو كان صغيرا.. هو شعب يختزن من الحب ما تختزنه أرضه من بترول..
هو شعب النخيل الذي يعطي ولا يأخذ.. آه... آه..... آه يا أرض السواد ويا شعب ما فارقه السواد يوما. أخاف عليك أن تخذل مرة أخرى.. أخشى عليك من خيبة أمل أخرى...
ولكن لا يهم...فأن ما يجري هو اعداد ليوم موعود.... فسيأتي يوم يجتمع سكان الكوكب على أرضك.. عندما تبدأ رحلة العدل من ههنا مثلما شع نور الحضارات في البدء من هنا... وكأن الله يعدك لذلك اليوم الذي ستكون أرضك قطب دائرة البشر.
فحينها يجتمع الاحرار تحت سعفات نخيلك.. وستسير أفواج الناس على ضفاف نهريك يبغون الكمال... وانت من ستأويهم وتطعمهم وتخدمهم..
حينها يحج الناس إلى أرضك بلا متاع ولا زاد.. فانت من سيفرش الموائد للغرباء حتى يقروا... وانت من سيؤي القادمين من اصقاع الأرض حتى يرضوا..
هذا ما أختارتك له السماء... فكن على قدر المسؤلية وأحمل الأمانة فلم يكن أختيارك اعتباطا... فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha