المقالات

المسؤول ودورة المياه..!


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

لديَّ قاعدة اعتمدتها خلال مسيرتي الشخصية والوظيفية, وهي تقييم المسؤول أو مدير أي دائرة من خلال نظافة وترتيب دائرته, وتشكل دورات المياه المقدمة في هذا التقييم.

قد يتندر أو يتهكم عليَّ أحد ما على اعتقادي هذا, لكن لتوضيح الأمر نقول, ببساطة إن أي مدير لا بد أن يكون متابعا دقيقا لمرؤوسيه ولدائرته, من حيث الأثاث والنظافة, فالمدير الذي ينشغل بنظافة غرفته ودورة المياه الخاصة به ويترك باقي الدائرة اعتبره مديرا غير جدير بالمسؤولية, كونه يهتم بما يخصه ويترك باقي شؤون الدائرة.

التفاصيل الدقيقة والصغيرة تعطي انطباعا عن سعة نظرة المدير المسؤول, وعن احاطته بكل شاردة وواردة في ميدان عمله, وإن هذه الامور الصغيرة إذا تم ضبطها ستمثل منهجا تراكميا لتحسين الاداء ورصانة الخدمة المقدمة, طبعا هنا الكلام يشمل المديرين في القطاعين العام والخاص وكذلك المختلط, ولكن القطاع العام يمثل أولوية كونه يمثل مظهرا من مظاهر الدولة.

حدثني أحد الاصدقاء عن صديق له اجنبي زار العراق, تحدث عن بؤس مطار بغداد الدولي وخصوصا المرافق الصحية "دورات المياه" فيه وكذلك عن قذارة مقتربات الخط الدولي وكمية الاوساخ على جانبيه.

نظرة بسيطة لكل دوائرنا ستجد أن دورات المياه بائسة جدا, وغير نظيفة, بل تكاد تكون مغلقة من شدة قذارتها في بعض الدوائر, وما السبب في ذلك إلا لكون المدير غير متابع وغير مهتم إلا بمنصبه وبإرضاء من مكَّنه من المنصب أو رؤساءه في الترتيب الوظيفي, أما بقية مرافق الدائرة فليست من جل اهتماماته.

المدير الناجح هو من يحيط معرفة بكل تفاصيل دائرته, وأن يعمل بصفته قائدا لا بصفته مديرا وأن ينظر للمنصب على إنه مغرم لا مغنم وإنه تكليف لا تشريف وعليه أن يترك طيّب الاثر عن خروجه من المنصب فالمناصب لا تدوم.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك