المقالات

سعر الدولار وسياسة الإستبغال ..!

1152 2023-01-12

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح.

 

كانت البغال تمثل الوسيلة الأولى لنقل البضائع للجيوش العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى بل هي ايضا مخصصة لركوب بعض قيادات تلك الجيوش أي ان البغل آنذاك يمثل سيارة همر او مرسيدس بالوقت الحالي لذلك كانت في المرتبة الأولى من الإهتمام لدى السلطان العثماني .

في مرة انطلقت سفينة شحن من اسطنبول إلى "أم قصر" جنوب العراق محملة بعدد كبير من البغال مرسلة الى قطعات الجيش العثماني جنوب العراق وشمال شرق الجزيرة العراقية . كانت السفينة كبيرة جدا وكان يتم إخبار المسؤول عن إطعام البغال المشحونة على السفينة بواسطة صوت البوق .

 فعندما يسمع مسؤول إطعام البغال صوت البوق يبدأ بفرش العلف للبغال . لم يكن مسؤول العلف هو الوحيد الذي فهم إن صوت البوق هو موعد الإطعام للبغال وإنما فهمت البغال كذلك أنه بعد صوت البوق سيأتي الطعام .

وهكذا استمرت السفينة تبحر والبوق يصدح كل يوم مرتين واحدة عند الصباح وأخرى عند غروب الشمس في وقت إطعام البغال . إثناء مرور السفينة في قناة السويس تأخرت بعبورها للقناة عدة أيام ولأن العلف المخصص للبغال محسوب على مدة السفر أدى ذلك لشح في العلف . في محاولة من المسؤول عن الإطعام لتلافي الأمر تم تخفيف علف البغال لمرة واحدة في اليوم . بدأت البغال تجوع وبدأت تخبط بحوافرها أرض السفينة وازداد غضب البغال وازداد هياجها ونهيقها . إنتبه المسؤولون عن السفينة  لخطورة الأمر فأجتمعوا لتدارك هذه الكارثة حتى لا تُحدث البغال كسر في السفينة يؤدي لغرقها ..

هنا خطرت للمستشار السياسي للسلطان الذي كان موجودا في الإجتماع فكرة (سياسية)  وهي أنه عندما تشعر البغال بالجوع وتهيج يقوم مسؤول الإطعام بإطلاق صوت البوق  فتحسب البغال أن الطعام على وشك القدوم فتهدأ . لقد نجحت تلك الفكرة في اقناع البغال وتهدئتهم فكلما هاجت يُطلق صوت البوق فتهدأ واستمرت الرحلة على هذا المنوال .. هياج للبغال .. صوت البوق .. هدوء للبغال .. ثم بعد سويعات هيجان للبغال ... صوت البوق .. هدوء للبغال .. هيجان للبغال .. صوت بوق ... فتات من علف الطعام ... حتى وصلت البغال للعراق وانتهت الرحلة بسلام .

بعد النجاح الساحق لهذه الخطة على بغال الجيش العثماني تم تطبيقها على الشعوب المقهورة .. فعندما تجد الشعوب ضعف في الخدمات وفساد وسرقات بالمليارات وارتفاع في سعر الدولار وغلاء في الأسعار وبطالة وفوضى فتبدأا تلك الشعوب بالغضب والهجيان والصراخ ..

حينها تأتي الأوامر أن أطلقوا الأبواق .. فتبدأ الأبواق تنطلق من هنا وهناك .. تصريحات مطمئنة وأخرى مسكنّة للأعصاب . وعود ووعود ونزول وصعود والخير قادم وسوف وسيكون وسنأمر وسوف نوجه ....  تمضي الأيام ومن سيء الى الأسوء . كان سعر الدولار 120 الف مقابل ال 100 دولار جاء الكاظمي وقفز به الى ال 147 الف فأرتفعت الأسعار وغضب الشعب فأنطلقت الأبواق بعد الكاظمي لتهدا الناس .

زال الكاظمي واستبشرنا خيرا فصعد سعر الدولار الى ال157 الف فتعالى صراخ الفقراء وهاج القوم فأنطلقت الأبواق فهدأ الناس  فصعد سعر الدولار فوق  ال 160 ألف وهلم جرا  فإلى اين نحن ذاهبون ولا حل يأتينا سوى الأبواق ..

ومقام الشعب العراقي الصابر المحتسب بمظلوميته عند الله وهو خير مولى وخير نصير والأمثال تضرب ولا تقاس .

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك