رياض سعد
عرف ابناء الفئة الهجينة - من بقايا العثمنة ورعايا الانكليز- ؛ منذ تبوؤهم كرسي السلطة في العراق عام 1921 - بل ان اسلاف بعضهم مارسوا القتل والاجرام والظلم- ضد الشعب - مع الاتراك اثناء الاحتلال العثماني - وسائل التعذيب ومارسوها ، وتفننوا في ابتداع طرق قتل بشعة وقاسية وغامضة ، ووضع الإنسان العراقي على مدار تاريخ حكومات الفئة الهجينة في حلقات تعذيب تجعل الضحيّة تتمنّى الموت ألف مرّة على أن تبقى في ذلك العذاب ؛ ناهيك عن الظروف الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والسياسية المتردية والمزرية التي تسببوا بها .
واختلفت غايات مجرمي وجلادي الفئة الهجينة من التعذيب باختلاف الانظمة والحكام ؛ فبعضهم اعتبره عقاباً على ارتكاب جريمة ما ، والبعض الاخر مارسه لإجبار المعتقل على الاعتراف والاستنطاق ، بينما ذهب البعض لمقاصد أخرى كتخويف الناس أو ترويع طائفة معينة ، وأحياناً يكون مجرّد هواية و متعة للبعض من مرضى النفوس والساديين ومصاصي الدماء .
علما أن عمليات وحفلات التعذيب كانت تمارس بصورة منتظمة و اعتيادية ومنتشرة ومتعمدة في العراق ؛ اذ كان التعذيب يمثل نهج دولة واستراتيجية حكومة و لم تحصل مصادفة في مكان معين أو في وقت ما ، او ضد اشخاص محددين ... ؛ ولعل ما صرح به المجرم علي حسن مجيد الكيماوي في فيديو مسرب اثناء اجتماعه بضباط وعناصر جهاز الامن الصدامي ؛ يؤكد ما ذهبنا اليه , اذ قال : (( لك الحق في ان تقسي مع هذا المواطن المنحرف او حتى المواطن البريء المتهم حتى الموت ... هذه تعليمات السيد الرئيس ... ولك الحق كمحقق ان تستخدم اساليبك مع المواطن حتى الموت ...)) , وفي احدى لقاءات (القومجي ) المرتزق حسن العلوي التلفزيونية – وفي احدى الفضائيات – وكعادته في مدح البعث السافل وصدام بحجة ادعاء الموضوعية والحيادية المنكوسة وتملقا للأعراب و( القومجية ) , الا انه استطرد وقال بكل برود وهدوء : ( ان الموت عند صدام طريقة عمل ) ...!!
ومن المعلوم أن السلطات الهجينة ولاسيما الصدامية تعتقل بشكل روتيني ومستمر ومتواصل الأشخاص الذين لا يعجبها تعبيرهم السلمي عن رأيهم او توجههم الحزبي والفكري والثقافي والديني , ويجن جنونها من الشخصيات القوية والمثقفة والمتدينة والمحترمة والمقتدرة من ابناء الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية ؛ حتى شاع مصطلح العدد في الزمن الاغبر ؛ اذ كان المسؤولون المجرمون الصداميون يطلبون عدد معين احيانا من المواطنين وبغض النظر عن براءتهم او اوضاعهم ,بدءا من امرية الانضباط العسكري وصاعدا , وتعذب المعتقلين لديها بمختلف اعمارهم ... .
وعلى الرغم من ان التعذيب محرم دوليا , وان الاعتداء على السكان المدنيين بطريقة واسعة النطاق أو منظمة - كما حدث عام 1991- يشكل جريمة ضد الانسانية ؛ ومع علم المجتمع الدولي أن ارتكاب الجريمة والتعذيب يشكل جزءا من كيان الدولة العراقية بل احد ركائزها الاساسية ابان الحكم الصدامي الدموي ... ؛ لم تشجب الامم المتحدة ولا منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) جرائم ومجازر النظام البعثي الارهابي او تدعوه إلى التعهد علنا بوضع حد للاعتقالات التعسفية، والتعذيب ؛ ولم تستدعي المحكمة الجنائية الدولية صدام وازلامه المجرمين للمحاكمة العادلة كمجرمي حرب كما فعلت مع النازية ... , بيد أن الجميع غضوا الطرف عن عذابات والام ابناء الامة العراقية الجريحة .
وسنسلط الضوء على واحدة من أبشع طرق التعذيب التي يتعرض لها السجناء والمعتقلون و المحتجزون في سجون الفئة الهجينة والمجرم النذل صدام بن صبحة ، الا وهي طريقة التعليق ( الكنارة ) : حيث يتمّ ربط المعتقل من يديه خلف ظهره او من امامه ، ويديه مكبلتين بأعلى السقف في الزنزانة او غرفة التعذيب ، وهو واقف على الكرسي، ثم يسحب الكرسي من تحته؛ ليبقى جسده متدلياً لتمارس عليه أساليب التعذيب المختلفة ؛ و (الكنارة ) : مصطلح درج استخدامه في المعتقل كناية عن تعليق المعتقل على باب او ما شابه وذلك تشبيها بطريقة تعليق اللحم عند القصابين في العراق (1) .... ولهذه الطريقة كيفيات مختلفة و وضعيات متعددة , سنأتي على ذكرها ضمن قصص التعذيب الواقعية .
تجربة السجين حيدر عبد الامير العيداني – من اهالي البصرة - :
اعتقلوه وهو في عمر الورد – عمره 13 عام فقط – واخذوه من مدرسته عنوة , حتى ان مدير المدرسة توسل بالزبانية وقال لهم : انه مجرد صبي مسكين ... وكالعادة وحوش الفئة الهجينة والطغمة الصدامية هم كالحجارة بل اشد قسوة ... ومما رواه ذلك السجين الصبي وقتذاك : ((فشاهدت ماذا يفعل المجرمون بالإخوان وكيف يضعوهم على كرسي ثم يشدوا ايديهم على باب ويدفعوا الكرسي بأرجلهم فيبقى المعتقل معلقا في الهواء يستغيث من شدة الألم ، وعرفت بعد ذلك ان هذه ما تسمى ( الكنارة ) التي يعلق فيها المعتقل من امام او من خلف ، وتصل بهم الخسة احيانا ان يسحبوا الشخص ويتعلقوا به لزيادة الألم والأذية، ويقوموا بضربه ب ( الكيبلات ) وصعقه بالكهرباء ، وكانت الكهرباء توضع دائما في الأماكن الحساسة من الجسم لتؤلم وتصعق اكثر واحيانا تؤدي الى الإغماء ... كانت اصوات سحب الكراسي تخترق الحجب وكانت تؤلمني الن مع كل سحبة يتعلق احد المعتقلين في الهواء....!!)) .
وقد ذكر السجين الدكتور خلف عبد الصمد اثناء حضوره محكمة المجرم صدام وازلامه طريقة التعذيب ب ( الكنارة ) : (( ... الغرفة التي كنت محتجزا بها في امن التنومة - عبارة عن بيت – حوله الى دائرة امن ... الصبح طرق الباب .. فجاءت امرأة تبيع الحليب للزبانية , فسمعت صراخ احد المعتقلين المعلقين بالكنارة ( يون من الوجع ) ... فقالت بدهشة ما هذا الصوت ... قالوا لها : هاي صخلة عدنه تصيح ... خلي يثبت التاريخ انو الشخص المعلق طالب جامعي ... اكيد ومتأكد ماكو واحد من المعتقلين الموجودين هسه معلق كنارة – يقصد صدام وازلامه في المحكمة - ...)) وكان الجلاوزة- صدام والازمه – في المحكمة صم بكم ... ومن المؤكد انهم عندما سمعوا صوت الحق الهادر من السجين الحر الدكتور خلف عبد الصمد لم يتأثروا قط فهم كالحجارة بل اشد قسوة :
اسمعت لو ناديت حيا ...... ولكن لا حياة لمن تنادي
ومما رواه الدكتور خلف عبد الصمد – في احدى اللقاءات التلفزيونية - ان احدى البنات - و التي لا يتجاوز عمرها ال 13 عاما - ترفع و تعلق وهي عارية وتعذب لان اخوها هرب من الاجهزة الامنية ويطلبون منها الاعتراف وهي تقسم بانها لا تعرف مكانه ...!!
ومما رواه الدكتور خلف عبد الصمد ايضا ان المجرم فاضل الزركاني علق احد المعتقلين ثم قام بكسر رجله اثناء التعذيب والتعليق , واصبح المعتقل لا يستطيع ان يثني رجله ... .
و نقل المعتقل السيد اسماعيل الفاضلي ؛ ان احد المعتقلين في الامن العامة - ( البلديات عام 1991 )- - واسمه محمد الكعبي – قد هرب اخوه من العراق والتحق ب فيلق بدر في ايران في عقد الثمانينات , وكان عمره وقتذاك 10 سنوات فقط , وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 1991 , كتب احد جواسيس البعث عنهم وارسل التقرير الى زبانية الامن , فجاءوا بالشاب الصغير – اصبح عمره 18 عاما عند الاعتقال – والذي لم يشاهد اخاه منذ ان كان صبيا , وطلبوا منه الاعتراف على اخيه وكشف مكانه ... ؛ واخذوه الى غرفة التحقيق او بالاحرى التعذيب وقال له احد المحققين الجلادين : (( تعترف لو اطلعك منا على كرسي , اسويك معوق ... )) ... وعلقوه بالة البكرة ... و وضعية التعليق ب ( البكرة ) كالتالي : يعلق المعتقل من معصميه بجنزير ( زنجيل حديد ) موصول الى بكرة ( كالتي ترفع بها محركات السيارات في محلات تصليح السيارات ) ويرفع عن سطح الارض حتى تلامس رؤوس اصابع قدميه الارض واحيانا لا , ويركل حتى يتأرجح جسده , وهذه الطريقة احدى صور التعليق التقليدية ويضاف اليها احيانا ( الكنارة او الجنكال ) الذي يستخدم عادة في المسالخ المخصصة لذبح وبيع لحوم الابقار والاغنام .... ثم انهالوا عليه ضربا بالهراوات في جميع انحاء جسمه الرقيق ... ؛ كما لكموه وركلوه كثيرا ... مما أسفر عن كسور في عظامه، وخلع اكتافه ... فأصبح عاجزا عن دخول الحمام بمفرده او تناول الطعام بيديه ..فأضحى يلطع الطعام القليل في الماعون ب لسانه كما يفعل الكلب ..!!! ؛ ويستطرد السيد اسماعيل الفاضلي قائلا : انا خرجت من معتقل الامن العامة ومحمد الكعبي بقى قابعا في زنزانته يتعرض للتعذيب يوميا ... ولا اظنه يستطيع مقاومة التعذيب والموت .
تجربة السجين وليد الزيدي :
هجم زبانية الامن على دار وليد الزيدي الكائنة في مدينة الثورة – سابقا- وكان عمره لا يتجاوز ال 17 سنة بتهمة التدين والتشيع ... , واخذوه الى دائرة امن صدام سيئة الصيت , وفي كل مرة يأخذ للتحقيق مرة يُعلَّق 24 ساعة تقريبا ويحدث ذلك بشكل متكرر , اذ كانت يداه تقيَّدان بسلاسل فوق رأسه وتربطان بقضيب في أعلى الغرفة بحيث لا يستطيع النوم , كانت قدماه تلامسان الأرض في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان أصابعه فقط تلامس الأرض، وفي أحيان أخرى لا تلامس قدماه الأرض أبدا ؛ كان السجانون يُنزِلونه فقط اذا قال لهم سأعترف وعندما يرتاح قليلا , ينكر كل التهم الموجهة له لأنه اصلا بريء من كل جرم ... فيرمونه أرضا بعنف ويضربونه بالعصي على رِجلَيه وظهره ويلكمونه في صدره وكِليَتَيْه...
مما اسفر عن إصابته بكسور في وركيه وكاحله وظهره، وعطب في ركبتيه، وعطب في فكّه، ووجع في الرأس ... والى هذه اللحظة وليد الزيدي يعاني من اثار التعذيب ...!!
ومن شدة وسائل التعذيب وتعدد مراحل العذاب ؛ يُضطر العراقيون الابرياء – من اطفال وصبيان وشباب ورجال ونساء وشيوخ ومرضى - للاعتراف بأي شيء مقابل إعفائهم من الألم. وتُستخدم هذه الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب كأساس لمحاكمة ضحايا التعذيب , وتقود إدانتهم في بعض الأحيان إلى إصدار أحكام إعدام بحقهم ؛ فمحكمة الثورة القذرة تنتظرهم ... .
تجربة السيد رحيم الموسوي :
كان رحيم بدينا عندما اعتقلوه الزبانية ... , واخذوه الى دائرة أمن ديالى .. وبدأ التحقيق حيث ربطوا يديه بحبل معلق في سقف غرفة التحقيق وبدأوا بسحب الحبل تدريجيا للضغط على يديه من فوق ، ومن ثم سحبوا قدميه بقوة ؛ ما تسبب له بالكثير من الألم لدرجة أنه اضطر لأن يطلب من الزبانية الاعتراف بكل شيء , اذ يروي مَن مورست عليهم هذه الوسيلة أن هذه الوضعية تدفع الألم إلى أقصاه .
وقد يتعرض بعض المعتقلين الى التعليق من اليدين أو الأرجل ، في سقف الغرفة لمدة تصل إلى 20 ساعة متواصلة ، ومنع الدواء بشكل كامل ، ومنع الطعام والشراب ، والحرمان من دخول الحمام ، لفترة تصل إلى ثلاثة أيام ، مع الإبقاء في تقييدهم بالسلاسل طيلة فترة الاعتقال ... .
تجربة الشهيد السجين حاتم مظلوم :
تشاجر البطل حاتم الدراجي مع مجموعة من الجلاوزة – التكارتة – في احدى فنادق العاصمة بغداد وهربوا منه , كما تهرب الاغنام من الذئب الكاسر , وعندما رجع الى بيته وبعد مرور يومين , تم تطويق البيت بقوة امنية كبيرة ومدججة بالأسلحة واعتقلوا البطل حاتم مظلوم وكان الشهيد بدينا ... ؛ قال حاتم : إن سجانيه قيدوا ذراعيه بالسلاسل إلى قضيب معدني فوق رأسه يمتد على طول السقف في دائرة امن الرصافة , وفي الوقت نفسه ، قيدوا قدميه إلى الأرض بالأحمال الثقيلة –( دبات الغاز) - و التي قال عتها : إنها مؤلمة.
و بقي في هذه الغرفة على هذه الحال ، وذراعاه متدليان من قضيب معدني ، لفترة قاربت الشهر الأول هناك , لامست قدماه الأرض أحيانا ، وأحيانا أخرى لم يتمكن سوى من الوقف على أطراف أصابع قدميه , خلال تعليقه، كان الزبانية وحثالة تكريت يضربونه على ظهره وساقيه وقدميه بهراوة , و كانوا أيضا يصبون سطول الماء البارد عليه – وكان الجو باردا - كان هذا يحدث حوالي 3 مرات أسبوعيا .... و استمر التعذيب ، و قال : إنهم كانوا يضربونه حتى التقيؤ أو فقدان الوعي , و كان الحراس يطعمونه مرة كل يومين ... ، و لم يسمحوا له بالذهاب إلى المرحاض ، و مُنع من النوم , كان يفقد الوعي ويغمى عليه أحيانا إلى أن يوقظه الزبانية لإعادة التعذيب مرة اخرى ... أطلق سراح البطل حاتم مظلوم الدراجي وتوفى - على الفور - بعد نقله الى المستشفى .
تجربة الشهيد السجين الشيخ علي محمد الرحيماوي الدراجي :
اعتقل الشيخ علي – امام جامع الهدى في مدينة الثورة سابقا – من قبل زبانية الامن واخذوه الى مبنى الشعبة الخامسة سيئة الصيت ... , وقاموا بحرق شاربه ولحيته وهزجوا بما يلي : ( جم لحية وشارب زينناه ) ابتهاجا منهم وفرحا بما وصل اليه حال الاغلبية العراقية في العراق ... وقال الشيخ الشهيد : ربطوا يديّ خلف ظهري، وعلقوني من يديّ، في وضعية تسمى "الكنارة"، حيث بقيت قدماي مرفوعتين عن الأرض، وقالوا : "سنبقيك هكذا حتى ينخلع كتفك" , تركوني لوحدي لمدة ساعة ثم فقدت وعيي...
قال : إنه عندما استعاد وعيه كان مستلقيا على الأرض، ورأى معتقلَين آخرَين عراة ، في وضع ركوع وكانت أيديهم مربوطة خلف ظهورهم , ونساء تم رشهن بالماء البارد ثم قاموا بضربهن بالهراوات و ( الكيبلات ) والصراخ والعويل وصل الى عنان السماء .
و قال : إنه رأى أيضا رجال أمن يعذبون سجناء آخرين بما في ذلك بتعليقهم بالكنارة وبربط زجاجة ماء بسعة لتر في أعضائهم الذكرية ... ؛ وقال : ان الزبانية نادوا باسم احد رجال الدين المعتقلين واخذوه الى غرفة التحقيق ونحن نسمع الصراخ طوال الليل ...
وأعاده الحارس في وقت مبكر من الصباح فاقد الوعي , خلعنا ملابسه ورأينا كدامات وحروق وكسور في مختلف انحاء جسمه ... وكدمة حمراء طويلة على طول قضيبه و حاولنا تنظيف جروح الحرق ، لكنه لم يتحرك , بدا وجهه أزرق تقريبا , ثم بدأ يرجع إلى وعيه وحاول الوقوف ليلتقط نفسه ، لكنه وقع على الأرض ؛ بعد ذلك تغوط على نفسه ، فنظفناه وغيرنا له ملابسه .
بعد بضع ساعات سمعته يهمس بأسماء اطفاله ، ثم صمت , كنت أنادي الحارس، وأصرخ أنه سيموت ، لكن الحارس قال : إنه لا يستطيع فتح باب الزنزانة دون أمر من ضابطه , التقط الشيخ نفسا حادا ثم فارق الحياة و عندها أدركنا أنه توفي ...
وفي بعض الحالات، يبلغ التعذيب درجة من الوحشية بحيث يؤدي إلى وفاة الضحية , وفي حالات أخرى ، يتمكن الرجال والنساء من النجاة ويكرسون حياتهم لمحاسبة المسؤولين المجرمين ومطاردتهم ومحاولة الزج بهم في السجن ووضع حد للإفلات من العقاب والعدالة كما يفعل احرار العراق الان في تتبع مجرمي الفئة الهجينة والبعث والطغمة الصدامية .
..........................................................................................
1- كتاب سنوات المحنة والعذاب / مذكرات السجين عبد الكريم جبار العبادي .
https://telegram.me/buratha