نور الجبوري ||
ان من اكثر الأمور التي تعتريني الرغبة في الكتابة عنها هي الشجاعة والبسالة التي اجدها عند اخوتي اليمنيين، يكفيني فخرا انني اكتب عن بلد لطالما كان تاريخها حافلا بالبطولات والشجاعة التي قل نظيرها ، وعلى الرغم من ذكرنا المتكرر لليمن لكنني وبكل صدق وامانة اشعر بالتقصير الشديد تجاه عظمة هؤلاء الرجال الذين ورثوا الشجاعة من القائد علي ابن ابي طالب عليه السلام .
ان اليمن تعتبر من الدول القليلة التي كانت عصية على الغزاة الفرنسيين وبالتحديد الغازي الفرنسي نابليون بونابرت والذي استطاع وبوقت قصير ان يحتل العديد من الدول ويجعلها تابعة لفرنسا ولكن اليمن كانت عصية عليه، وفي الواقع انني لو اردت ان اكتب عن اليمن ورجالها الشجعان لاحتجت الى الاف الكتب والمقالات ولن اوفها حقها لكن سأكتفي بذكر انهم الحفاة اللذين كانوا ولا يزالوا لا يقبلون بالذل والهوان.
وهذه البلاد قد كرمها الله تعالى بذكرها في القران الكريم اذ حملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها (جنة، وبلدة طيبة) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.
اما في الوقت المعاصر فأن رجال اليمن كانوا قد سطروا أروع البطولات وهم يهرولون بأقدام حافية وقلوب لا تهاب الموت بين الوديان للدفاع عن ارضهم من العدوان الغاشم الذي يتعرضون له من سنوات على يد من يدعون العروبة في الملبس فقط ولكنهم في الواقع عرب صهيون !
وقبل عدة أيام تشرفنا كعراقيين بوصول الوفد اليمني للمشاركة في البطولة الرياضية والمقامة حاليا في مدينة البصرة ، وكانت فرحة العراقيين بابناء اليمن مختلفة جدا ، وحتى في مباريات المنتخب اليمني كان العراقيين يملؤون مدرجات الملعب لتشجيع فريقهم الثاني وهو الفريق اليمني ، وقدمتم أداء مشرف على الرغم من كل الظروف التي مررتم بها ولازلتم تعانون منها ، عز علينا ان نرى عيونكم تبكي يارجال الله لانكم غادرتم هذه البطولة مبكرا .
ولكن كونوا على يقين ان أبناء العراق بشكل عام يكنون لكم من المشاعر التي لا تجدوها في أي مكان اخر وان العراق هو بلدكم كما ان اليمن هي بلدنا ونتشرف بها .
دمتم اخوة لنا في الدين والمذهب والجهاد يا حفاة الأرض ورهبان الليل وليوث الهيجاء ، يامن نفتخر بكم في كل زمان ومكان .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha