رسول حسن نجم ||
المانيا دولة متقدمة حنكتها التجارب العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية بما فيه الكفاية لتحديد مساراتها في مختلف المجالات للحفاظ على مصالحها في العالم، وقد استوعبت دروس محتليها جيداً في عدم تجاوزها لخطوطهم الحمراء، وذلك لسببين حسب مفهومها، السبب الأول انها دولة مادية بحتة تنظر لمصالحها أولا بغض النظر عن مقاييس الكرامة والإنسانية والسيادة، فلاتتحرج من إحتلال مادامت مصالحها في التقدم الإقتصادي والتكنولوجي في كنف الدولة المهيمنة. والسبب الثاني تسليمها واعترافها بهزيمتها في الحرب العالمية الثانية وإقرار منها بحجمها المادي أمام الولايات المتحدة.
مايهمنا من هذا كله هو استقبالها لرئيس الوزراء، وهي تعلم مسبقا بأن النقطة الأهم لهذه الزيارة هي إصلاح منظومة الطاقة الكهربائية في العراق، إنتاجاً ونقلاً وتوزيعاً،
وبما ان الولايات المتحدة كانت هي الضاغط المعرقل في عدم إتمام الاتفاقية المبرمة بينها وبين الحكومة العراقية، ولأن السوداني لم يتغاضى كسابقيه عن الدور الأمريكي المعادي للعراق فيما يخص اصلاح الطاقة الكهربائية وان لاجدوى بإمكانية تفاوض العراق مع الجانب الامريكي مفردا بدون ألمانيا، يتضح لنا مايلي :
ابعد العراق الكرة عنه ورماها في الجانب الالماني كي تحل مشكلتها مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص، بالإستفادة من عامل ضغط الطاقة ومخاطره الكبيرة عليها عقب الحرب الروسية في أوكرانيا لاسيما وان العراق يعتبر الخامس عالمياً في إحتياطي النفط.
وبناءاً على ذلك، فمن المرجح أن تُحل أزمة الكهرباء في العراق قريباً مالم يستجد من أحداث، وهذا مانأمله إن شاء الله تعالى.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha