قاسم الغراوي||
كاتب / صحفي
سبقنا الفيلسوف الصيني كونفوشيوس منذ قرون من الزمان في الاشمئزاز من افة المتملق عبر قوله: "إن الإنسان الذي يقول كلاماً مزيناً ومنمقاً كاذب، ويتظاهر بمظهر ريائي ليجاري رغبات الناس، ليبدي تقربه منهم لغايات مصلحية صرفة، فذلك الإنسان قلما يكون لديه مبادئ أخلاقية"،
ويوجد من السياسيين من هذا النوع اضافة الى كونهم متلونين يتغيرون في مواقفهم حسب تغيرات الاحداث .
اما علامات الشخص الداهية ونقصد الذي يمتهن السياسة فهو لا يخشى استخدام كل الطرق لتحقيق النتائج المرجوة ،ويمتلك قدرة على الاقناع حتى لو كانت الأفكار غير جيدة. وله سرعة البديهة.
لا يمانع في استخدام كل الوسائل للحصول على المكاسب وتحقيق المصالح.
من المؤكد هناك فرق بين الذكاء والداهية
فالذكاء يختص في فهم الأمور التي يستقبلها الانسان ،لكن الدّهاء قدرة أعمق من الذكاء تختص في المبادرة والانتاج كالتخطيط أو المكر أو الاحتيال أو التقمص أو التمثيل لغاية أو من أجل إثبات حقيقة وتدخل ضمن قائمتها الخدع والنصب والاحتيالات
الدَّاهِي و[د هـ ي]. رَجُلٌ دَاهٍ : مَنْ يَتصَرَّفُ بِدَهَاءٍ كَانَ دَاهِيَةَ عَصْرِهِ: مَاكِراً، شَيْطَاناً، مُخَاتِلاً
اما المتملق لِغَيْرِهِ :فهو مُتَوَدِّدٌ، مُتَذَلِّلٌ وما اكثرهم
وهناك المتملق المنافق في زماننا وهو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي.
ربما المنافق سيظل موجود، ولكنه سيظل أيضاً
أحقر من في الوجود ، فالمنافق وقح غبيّ متملّق شقيّ.
والوصولية شكل من الأنانية في الميدان المهني. فالوصوليون يبيحون لأنفسهم استخدام جميع الوسائل للوصول لأعلى المراكز ولو على حساب الآخرين بجميع الوسائل القذرة .
في الطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد سقوط
نظام البعث توجد مثل هذه الشخصيات المتلونة والمتملقة والوصولية وكذلك الفاشلين والدهاة الذي يمتلكون باعا طويلا في السياسة وقد خبروا دهاليزها وازقتها وحتى قذارتها
ثلاث انماط سياسية او اكثر تحكم البلد ولازال العراق يئن من الم الجراح وما استراح
انه زمن وحل الوقاحة ففي السياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم انها المصالح والمكاسب حتى وان تضطر لحرق من حولك وكسر العلاقة مع اقربهم.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha