المقالات

رسالة الحشاش ابن يوسف الجبوري..!

1364 2023-01-17

باقر الجبوري ||

 

عذرا ابناء عمومتي !!

ها أنا بين أيديكم حسيراً أسيراً كسيرً أسي ( كما قال عبدالرزاق عبدالواحد ) .

فاكثر من تسعة عشر عاماً مرت عليّ وانا احاول الانسلاخ عنكم والتبري منكم ولكن بلا جدوى (( فالظفر لايخرج من اللحم )) أيضا كما قالوا !!

ولكن وقبل ان تاخذوني بالاحضان بينكم اسمعوا اعتذاراتي وتبريراتي فلعلي التمس العذر منكم على جنايتي بحقكم وابتعادي عنكم !!

اولا اقدم اعتذاري كمواطن عراقي عن نفسي وعن جميع العراقيين على جريمة مشاركتي بحرب الخليج والتحاقي كالعبد الذليل بامريكا التي قصفت منازل الابرياء والبنى التحتية في بلادكم باستخدام اراضي العراق وقواعده منطلقا للهجوم عليكم !

واقدم اعتذاري عن عشرات الالاف من الرجال والنساء والاطفال والعجائز الذين ذهبوا نتيجة تلك الغلطة !

وكذلك اقدم اعتذاري لكم عن مشاركتي في غلق حدودي مع بلدانكم وجيرتكم الطيبة اثناء الحصار الاقتصادي الذي جاء بامر من امريكا فقطعت عنكم الغذاء والدواء حتى مات نتيجة غلطتي تلك ما يقرب من المليون انسان من بلدانكم الشقيقة !

نعم يا اولاد عمي اقدم لكم كل الاعتذار عن الاف الضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف ضد شعوبكم البريئة من القواعد الجوية والبحرية والبرية العراقية والتي سلمتها انا بنفسي لامريكا لتستهدف فيها اراضيكم وشعوبكم ما بين العام ( ١٩٩١ ) والعام ( ٢٠٠٣ ) بحجة عدم تعاون بلدانكم مع مفتشي الامم المتحدة !!

للاسف كم كنت اعمى حينها بانقيادي كالعبد الذليل لامريكا في حربها ضدكم !!

واعذروا قلة اصلي وحيائي عن مليارات الدولارات التي صرفتها على نشر الطائفية في بلدانكم وبين طوائفكم المتحابة والمتآخية منذ مئات السنين وذلك بدعمي لافكار المذهب الوهابي وتقديم الدعم له ونشر افكاره !!

نعم انا المخطيء فاعذروني !

فلم اكن اتصور ان مشاركتي مع قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا في العام ( ٢٠٠٣ ) واجتياح بلدانكم ستجر عليكم الويلات من الاحتلال وحتى الطائفية وصولا لتسليم إماراتكم وممالككم وشعوبكم لشلة الفاسدين التي حكمتكم !

لم اكن اعتقد ان الامور ستصل الى ما وصلت اليه !

فمايدريني ان امريكا ستتلذ بقتل شبابكم وشيوخكم واغتصاب فتياتكم وقتل اطفالكم ونشر الطائفية في بلدانكم !

اعذروا قلة عقلي وسفاهتي !

فلم اكن اتصور ان دعمي للارهاب والارهابيين في دولكم الامنة المطمئنة بالسلاح والاموال والتدريب وابتداءٍ من البعثية مروراً بتنظيم القا..عدة وصولا الى تنظيم دا..عش الارهابي كان سيؤدي الى حرق الاخضر واليابس عندكم !

لم اكن ادري ان ذلك سيؤدي الى قتل اكثر من مليون بريء من النساء والاطفال والشيوخ شعوبكم !

لم اكن اعلم ان القتل سيصل لدرجة ذبح الاطفال والنساء او في اقل التقادير سبيهن وبيعهن في الاسواق !

الحقيقة لم اكن افكر بالنتائج !

ولعلي كنت اعلم لكني لم اكن ابالي لكوني عميل ودوني امام امريكا !!

فاعذروا قلة حيائي منكم وانا المتسبب بعشرات الالاف من التفجيرات الارهابية فانا الذي ارسلت اليكم عشرات الالاف من الانتحاريين ومن الارهابيين الذين اخرجتهم من السجون وعفوت عن جرائمهم مقابل القتال في اوطانكم العزيزة على قلبي !

اعذروني يا ابناء عمومتي !

فانا من كان يشمت بشهدائكم الذين كانوا يتساقطون في الانفجارات الارهابية واصفهم بالصفويين او الفرس المجوس او الذيول وحتى شهدائكم من السنة فقد كنت اصفهم بالمرتدين واضحك عليهم حتى وصلت لدرجة من الحقارة للاستهزاء بهم وبجثثهم وحركت عليهم الاف المدونيين على صفحات التواصل الاجتماعي من سياسيين واعلاميين ويوتيوبرية وتافهين للاستهزاء بهم والانتقاص منهم !

لا ادري اين كان عقلي أضحك عليكم واغمض عيني عن نصرتكم وانا أرى الارهاب في العام ( ٢٠١٤ ) يحتل اجزاءً من اوطانكم فيقتل كبيركم وصغيركم ويسبي نسائكم ثم يعود ليقتل اكثر من ( ٢٠٠٠ ) شاب في احدى قواعدكم العسكرية بعد ان تعهد شيوخ المنطقة بحمايتهم فسلموا انفسهم للارهابيين فقتلوهم كلهم بحجة انهم من ابناء ( السنة والجماعة ) !

نعم اعترف بانه كان قتلا غير مبرر وعلى الهوية الطائفية !

لكني اعود فاعتذر منكم فقد كنت اسمي قتلة ابنائكم حينها بثوار العشائر ولم اساعدكم حينها بطلقة واحدة لتشهد لي امام الله باني ساعدتكم في محنتكم !

كم انا أسفٌ على ذلك !

ولكن ولمعلوماتكم ! فلغاية ساعة كتابة هذا المقال وانا لم ينقضي غزلي عن مناكفتكم واشعال الفتن في بلدانكم الصديقة فلا ازلت اعمل جهاراً ونهاراً على اشعال الفتن عندكم !!

فلا ازلت ادعم الخراب والارهاب والفاسدين عندكم !

ولا زلت ارعى التافهين والمتخلفين لتدمير اخلاقيات مجتمعاتكم !

ولا زلت نفسي خادما للمشروع الاسرائيلي لتطويع وتطبيع بلدانكم مع اسرائيل !

وأنا .. وأنا .. وأنا

نعم انا أس المشاكل !!

ومع كل هذا ولا زلت ارى فيكم الاخوة الاعزاء وابناء العم الذين لايتوانون عن مساعدتي في اوقات الشدة ويمدون لي سفرتهم بما لذ وطاب من الطعام كلما حللت ضيفاً بينهم وكاني انا صاحب الدار وهم الضيوف على قول الشاعر ( يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب الدارِ )!

وعلى العموم فالموضوع مو مهم حتى تزعلون علينا لهالدرجة !!

يعني الي مات من شعبكم نتيجة اخطائي الصغيرة حوالي ( ٣ ) ملايين او اكثر من ذلك بمئات الالاف !

يعني الموضوع مايستاهل الزعل !

بالمناسبة صدقوا او لاتصدقوا فاعتذارتي لكم واعترافاتي بجرائمي لطلب الصفح منكم ليس حباً بكم !

بل هو لجركم من العمق الايراني الذي وقف معكم طيلة هذه السنوات وساعدكم بالمجالات الاقتصادي والعسكرية وشارك معكم الحرب ضد دا..عش الارهابي ووضعكم في المكان الصحيح وهو عمق التطبيع مع اسرائيل ورفضكم لهذا العرض يعني عودة الارهاب او المظاهرات اليكم !

وانتوا بكيفكم بعد !

تسامحوني وتستقبلوني ضيف عدكم !! لو افجر روحي بيكم !

تحياتي للجميع ...

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك