مازن الولائي ||
لا ريب ولا شبهة في أن لجريمة واحدة قد تكون عدة أطراف ومجرمين كثر مشتركون في دم أو هتك عرض، أو ضياع مال وكرامة وهكذا! وأن إهمال أي موظف بواجبه ممكن أن يكون هو شريك أصيل فيما ينتج لذلك التقصير حتى لو كان دم مسلم بريء كل ذنبه هو في بلد بعض موظفيه قتلة مجرمين ومعدومي الضمير!!!
خرج ككل صباح ذلك الطفل البريء الذي تتوسم عائلته المسكينة وتنتظر وتنظر لمستقبله الذي كل أملهم أن يكون غير ما عاش أهله من قهر وبؤس وحرمان! ولأن أهله من الفقراء! الفقر الذي تسبب به السياسي الفاسد وجشع الأحزاب التي لم تكن تحت راية الشريعة ولا تحت ميزان الحق تبارك وتعالى، فقرر أهله شراء دراجة هوائية تخفف عليهم مصاريف خط المدرسة! وكان يومه ممطرا والشارع الذي يؤدي الى المدرسة عبارة عن بحيرة من ماء آسن وكلنا يعرف الأسباب ومن السبب الرئيسي وأي فاسد عمم الخراب! فتحير ذلك الطفل من أي مكان يعبر فما وجد غير أن يسير من بين عمودي كهرباء اتكأ على أحدهم فلم يكن كريما، ولا شهما، ولا شريفا! كما الفاسدين الذين تركوا المشانق للأطفال في كل مكان وزقاق خرب! فصعقه وحاول أن يخلص نفسه قام وتعثر واستجار بالعمود الثاني فلم يكن أشرف من سابقه وكأنه الوضع السياسي المتردي منذ ٢٠٠٣ وهو يحصد الأرواح والكرامات يسقطها والعقول يهجّرها والآمال يحطمها! فلم يتركه حتى حرقه واوقف كل أعضائه الرقيقة لتتم جريمة سببها الإهمال ليشترك بها كل من كان سبب الدمر والتقصير الذي تحول لمشانق في الطرقات!
روي عن أبي جعفر عليه السلام يقول: 《 يحشر العبد يوم القيامة وماندا دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه 》فما بالك بمثل هذا القتل شبه العمد!؟
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha