صبيح المرياني ||
الباحث والإعلامي
وصلت المحتويات الهابطة والمسيئة للذوق العام والخادشة للحياء ذروتها في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وباتت تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع لما تحويه من مضمون اقل ما يقال عنه إنه تافه ومخز ، ومن هنا فقد بادرت دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية بالإعلان عن منصة إليكترونية تختص بالإبلاغ عن المحتويات الإعلامية المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتضمن إساءة للذوق العام وتحمل رسائل سلبية تخدش الحياء وتزعزع الاستقرار المجتمعي ، هذه المنصة حركت عددا من الشباب الواعي في المجتمع ومن شرائح مختلفة سيما شريحة الإعلاميين فيه بالإعلان أيضا عن مبادرة اسموها (تصحيح) تدعم جهود وزارة الداخلية في هذا الإتجاه ، بواسطة الإبلاغ عن مثل هكذا محتويات هابطة ، في محاولة لتعديل سلوك أصحاب هذه المحتويات ، ورفضها رفضا قاطعا.
التفاعل جيد إلى الآن بين وزارة الداخلية ومبادرة تصحيح ، وهناك حركة وعي تبشر بالخير في قادم الأيام ، ويمكن الشعور بها من خلال مشاهدة حجم التفاعل الحقيقي والواسع للعديد من الإعلاميين وغيرهم من الشباب في التفاعل مع المنصة والمبادرة في آن واحد.
هذا التفاعل ولد انزعاجا لدى البعض للأسف بحجة أنه تقييد للحريات وهو في الحقيقة بعيد كل البعد عن هذا الموضوع ، فالمحتوى الخادش للحياء والمسيء للذوق العام هو تقييد للحريات بل إنه ينقل صورة سيئة عن العراق وشعبه. فكيف نتصور أن صاحبة محتوى هابط ، تتلفظ بألفاظ لا تليق بالمرأة ، أن تمثل المرأة العراقية أمام متابعيها خارج العراق؟ كيف نتصور أن شابا يسلك سلوكا لا أخلاقيا ويسوق نفسه أنه نموذج للشباب العراقي؟ نعم آن الأوان أن تقف المرأة ويقف الرجل بمختلف أعمارهم بوجه كل من يحاول أن يشوه صورة المرأة العراقية والرجل العراقي بنظر العالم، فالطاقات العراقية الخلاقة والمبدعة لا تحدها محتويات او مواقع تواصل ، والبلد مليء بالمحترمين ولا حاجة لنا بمن لا يحترم نفسه أو يحترم غيره .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha