حيدر الموسوي ||
قام عالم النفس روبرت جاي ليفتون بتأليف كتاب بعنوان "إعادة تشكيل الفكر وسيكولوجيا الشمولية" وأحد أهم استنتاجاته تتلخص في أن الشخص المغسول دماغياً يهاجم بإحساسه لينتهي بتغيير أفكاره ومعتقداته
ان ظاهرة الادمان على منصات التواصل الاجتماعي بدأت تسيطر على كل مفاصل الحياة وعملت على تغيير العادات والتقاليد وضربت كل موروث بعرض الحائط
خاصة وان العقل الجمعي بات اسير لهذا العالم الغريب
فمالذي يجبر الناس ان تنشر كل خصوصياتها ملبس وجلسات طعام ولقطات الصور الشخصية والعائلية عبر تلك المنصات ؟
ومالذي جعل المغمورين من ان يصبحوا مشهورين عبر هذا العالم الجديد بعد ان تراجعت قراءة الكتب ومطالعة الصحف وحتى التفاز ( الاعلام التقليدي بشكل عام ) والذي اصبح عاجز عن منافسة هذه المنصات ، فصناعة المحتوى تعتمد على ما يطلبه المشاهدون وبالعادة الاخبار الملفقة والمجتزأة والفضائح والحكايات التي تعتمد على الغرائز والعاطفة والاثارة هي الاهم بالنسبة الى المستخدمين
الاخطر من كل ذلك هو النشاة الجديدة التي تم تدجينها وبدات تكتسب تربيتها من التيك التوك واليوتيوب باعتبار ان الشد البصري والسمعي والمقاطع الصغيرة هي الاكثر هيمنة على تلك العقول ولم يعد هناك اي دور للتوعية
حتى المدرسة والتعليم اسقاط فرض لاجل الحصول على الشهادة وليس للابتكار والتطور والمعرفة والنضوج الفكري
حالات الطلاق التي تشهدها المحاكم العراقية اغلبها نتيجة تلك المنصات ، خطاب الكراهية والتحريض عبرها ايضا
الحكومات من جهتها بدأت تنتبه الى هذه القصة ابتداء من ثورات الربيع العربي وقامت هي الاخرى باستثمار هذه الظاهرة وانبرت الى تأسيس الجيوش الالكترونية التي تقوم بالنهيئة والاستعداد للتلاعب بصناعة الرأي العام
التجارة صارت تسوق نفسها عبر الفانشسيتات واليوتبرية وهذه المصطلحات الجديدة
وبالتالي صار العالم الحقيقي اسير للعالم الافتراضي كون الاخير هو المسيطر والمهيمن على عقول الملايين من الناس اما الاول بدأ تابع للثاني ولا حيلة امامه الا الاستسلام
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha