المقالات

كلمة الى الشباب..


الشيخ محمد الربيعي ||

 

  لا شكّ في أنّ الشّباب هو المرحلة العمرية الحيوية والأساسية والفاعلة في حياة الإنسان، يكتسب فيها الخبرات، ويستثمر ما لديه من قوّة واندفاعة في سبيل تحصين نفسه وتأكيد حضورها، والإفادة من هذه المرحلة في رفد الحياة بكلّ ما تحتاجه من طاقاته الشابّة فكرياً وجسدياً وروحياً، لتكون في أفضل حال.

من هنا، فإنَّ الشّباب الواعين هم الذين يتحمّلون المسؤوليّة في استغلال إمكاناتهم وفكرهم وحيويّتهم، لجهة التفاعل العالي مع إسلامهم الّذي ينتمون إليه، وهو ما يحتِّم عليهم أن يكونوا أصحاب أفق واسع، وصدور رحبة، وسعة فكر، وعمق تأمّل ونظر في كلّ المواقف والمناسبات والمحطّات، ليعرفوا أين هم في ظلّ ما يحيط بهم، فلا يتصرّفوا إلا وفق ما تقتضيه الحكمة والمصلحة الإسلاميّة العليا، وألا يكونوا ضيّقي الأفق ومحكومين لغرائزهم وأهوائهم، ولكلّ من يحاول تسطيحهم وتجهيلهم، وخطف دورهم، وجعلهم مجرّد مستهلكين لما يُطرح في الفضاء العام.

التحلّي بالوعي، والانطلاق في سبيل الدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والخوض في النّقاشات المعرفيّة المثمرة والهادفة، وتغليب مصلحة الإسلام على ما عداها، وعدم الانشغال بالأمور الهامشيّة والجزئيّة على حساب قضايا الأمَّة، والعمل على تكريس خطاب الدَّعوة الإسلاميّة في القول والعمل، والاقتداء الصَّحيح بروح مدرسة الرَّسول(ص) وأهل بيته الأطهار(ع)، من الأمور الأساسيَّة والملحَّة الّتي يجب أن تطبع حركة الشّباب المسلم اليوم، وأن تستحوذ على تفكيرهم وحركتهم، فالشّباب يمثّلون قوّة الحياة وطاقة الأمَّة، وعليهم توظيف كلّ ذلك في خدمة الإسلام والحياة والنّاس، فلا يضيّعوا أوقاتهم في الفراغ والعبث واللّهو واللاجدّيّة، فيصبحوا بالفعل من قاتلي الوقت المحترفين، بدل أن يكونوا العاملين على استنفاده بكلّ خير ووعي.

محل الشاهد :

إنّ الأساس هو أن يكون الشّابّ المسلم مسلماً بحجم الإسلام وبسعة الإسلام وبعالميّة الإسلام وبعمق الإسلام وبشموليّة الإسلام..

فعندما يكون العدوّ على الأبواب، فلا يجوز أن نتحدّث عن الهوامش.. هناك شيء اسمه مصلحة الإسلام والمسلمين.. على الشباب المسلم أن يعيشوا مسؤوليّتهم عن أنفسهم وعن إسلامهم ومستقبلهم.

فينبغي أن تكون علاقاتهم علاقة المؤمن بالمؤمن، فالشباب يمثّلون قوّة الحياة وطاقة الأمّة، وعندما نتحدَّث عن الشّباب المؤمن، فالمفروض أن تكون قوَّتهم وطاقاتهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض منطلقةً من خلال أن يوظّفوها لخدمة الإسلام، فالله لا يتحدَّث عن الشّباب فقط، بل عن الشباب والشابّات، وعن المؤمنين والمؤمنات {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[التوبة:71].. ولذلك، فالمفروض أن لا يضيّع الإنسان طاقة شبابه في العبث واللاجديّة وفي اللّهو .

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك