نور الدراجي ||
أنا حرّةٌ وفدائية..!
أنا حُسّينيةٌ وعلى خُطى زينب...!
أنا زَينبّيةٌ وأقُدم رأسي دون حِجْابي...!
أنا قائدةٌ وعلى رأسي أضعُ تاج الكرامة...!
أنا فدائيةٌ من أجل الحق كأًمّي الزّهراء...!
أنا صانعةُ الاجيال، أنا عظيمةٌ بالعلم والرياضة..!
بهذه العبارات والكلمات ذات المضامين الرسالية الهادفة، انطلقت الأنشودة التي أنشدتها فرقة من الفتيات الإنشاديّة، بعنوان ( روح الوجود) بمحضر الإمام القائد الخامنئي ( دام ظله) خلال لقاؤهُ مع جمع من النساء النخب بذكرى اقتراب ميلاد سيدة نساء أهل الجنة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام) والذي يسمى بعيد الام، في حسينية الإمام الخميني ( قدس ) والتي تعتبر كلماتها اختصاراً لنظرة الإسلام والقائد ( دام ظله) للمرأة المسلمة.
وعلق سماحتهُ على هذه الأنشودة قائلاَ:- " اسمحوا لي ألا أنسى أن أشيد بهذه الأنشودة التي ردّدها الأطفال، والتي تستحق الثناء حقاَ، فقد كان الشعر جيّداً جدّاَ، وكذلك الموسيقى، وكان أداؤها جيّداً للغاية، أتوجّه إليهم بالشكر جميعاَ"
تعتبر الأناشيدُ الدينية الإسلامية الهادفة فرعاً من فروع الفنّ المُلتزم، ورافداً من روافد القيم والمُثل والأخلاق، وليس خافياً ما لهذا الفرع من الفنّ الملتزم والهادف من أهمّيّة ودور على المستوى التربويّ والتوجيهيّ والتعبويّ، خصوصاً على فئة الشباب والأطفال؛ حيث يعمل على تعميق العقائد والفضائل في العقول والنفوس، وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الدين والعقيدة، وتنمية حبّ الله تبارك وتعالى والنبيّ الأعظم (صلّى الله عليه واله وسلم) ومودّة أهل بيته ( عليهم السلام) والاقتداء بهم، وتركيز المفاهيم الأصيلة من قبيل أركان الإسلام والطّاعة والصّبر والتضحية والإيثار والفداء والجهاد، وتوجيه السلوك الفرديّ والمجتمعيّ نحو الأخلاق الفاضلة، واحترام الآخرين، والذوق السليم، وغيرها من القيم السامية والخصال الحميدة.
أكَّد سماحة القائد ( دام ظله) على الاستفادة من الاناشيد الهادفة ذات المضامين الرساليّة، في عملية تربية وتنشئة الجيل الجديد على القيم والمفاهيم الدينية، خصوصاً وأنّ هذه الأناشيد تُقدَّم بأسلوب الالقاء والتلقين للكلمات والاشعار السهلة الممتعة، والممتزجة مع المؤثّرات الصوتية والانغام والموسيقى الشرعية الجذّابة، ممّا يساعد الشاب والطفل المتلقّي لها، والذي عادةً ما يعمد إلى سماعها وتردّيدها بشكل متكرر، على القبول وضبط المفاهيم الالهيّة والتوحيدية والاخلاقية والثورية التي تكتنفها وتكتنزها هذه الاناشيد، فيصبح الاستئناس بها أكثر فأكثر.
وأهم الإشارات والفوائد التربوية التي يمكن ملاحظاتها في هذه الانشودة المعبّرة لرؤية الإسلام والقائد للمرأة المسلمة، وهي رؤية جامعة لهوية المرأة في منطق الاسلام المحمدي الاصيل، هو الاقتداء بسيدة نساء العالمين صلوات الله عليها فهي الام الصالحة، والزوجة الصالحة، والمجاهدة في سبيل الله تبارك وتعالى وفي الوقت نفسه ربّة المنزل ومديرتهُ، والعابدة لله تعالى، وقد أثبتت مولاتنا السيدة الزهراء( عليها السلام) ان المرأة يمكنها ان تنجح في أداء هذه المهام، وان تصل الى اعلى درجات العصمة، وهذه كلها من خصوصيات هذه السيدة العظيمة.
ومن روائع هذه الانشودة وما تضمنتها من عباراتها الهادفة والتي تعتبر منبراً لجهاد التبيين الذي أطلقه القائد ( دام ظله) نظرة تكريم الإسلام للمرأة المسلمة، وان الحجاب يعيق تقدم المرأة وتطوّرها، كلا! بالعكس، الحجاب يمنع ذلك الظهور في غير محلّه، فهذا ما يعيق مسيرة المرأة، اليوم، لدينا الآلاف من النساء العظيمات والبارزات في مختلف المجالات العلميّة، والعمليّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والتقنيّة. وجميعهنّ يعشن بالحجاب الكامل، لذلك تختلف نظرة الإسلام وموقفه تُجاه المرأة اختلافاً تامّاً عن النظرة الغربيّة الرائجة، النظرة التي يحاولون نشرها في كلّ العالم بألف طريقة، وعبر منصّات واسعة النطاق على نحو عجيب، نظرة القائد الولي الفقيه مستمدّةٌ من الإسلام، وهي تقوم على تكريم المرأة واحترامها، وهي معاكسة للنظرة الغربيّة الرائجة إلى المرأة؛ أي النظر إليها كسلعة وأداة، فكرامة المرأة في نمط العيش الغربيّ ومنطقه وأسلوبه مهشّمة.
ففي كلمةٍ له (دام ظله) في لقاءٍ مع جمعٍ من أهل الشِّعر والثقافة والأدب، أكّد على ضرورة تسخير الشِّعر لخدمة المفاهيم والقيم الأخلاقيّة والمعارف التوحيديّة، وبيان فضائل أهل البيت( عليهم السلام) والعناوين والمصالح الوطنيّة والثوريّة "النشيد مؤثّرٌ، وتأثيره أكبر من أغلب أنواع الشِّعر، بل لعلّه يمكن القول، تأثيره أكبر من كلّ أنواع الشِّعر؛ أي اتّساع تأثيره أكبر وسرعة تأثيره أعلى.
افترضوا مثلاً أنّ لدينا نشيداً جيّداً متناسباً مع أوضاع زماننا الحالي، بحيث إنّ الشباب في الرّحلة ينشدونه، مجموعةُ شباب تسير في الجبل، أو في اللقاءات التي يجتمعون فيها، أو مثلاً، هؤلاء الشباب يسيرون في مظاهرات 22 بهمن ـ ذكرى انتصار الثورة 11 شباط ـ وينشدون معاً هذا النشيد، هذه أمور بالغة الأهمّيّة، فهي تنشر وتروّج المعارف التي نحتاج إليها، النشيد يؤدّي هذا الهدف ويترك تأثيراً سريعاً، النشيد يبني ثقافةً، إحدى ميّزات النشيد أنّه يبني ثقافةً في المجتمع"([1])
([1])راجع كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله )بتاريخ: 2016/06/20م.
نشيد سلام فرماندة ونشيد روح الوجود وغيرها، هذه الأناشيد التي أُطلقت للأجيال الثورية المؤمنة بعقيدتها ومفاهيمها الإسلامية المحمدية الاصيلة، والتي ردّدتها القلوب قبل الحناجر هي صوت صداحٌ بجهاد التبيين وضباط حربٌ ناعمة بحق، فهم يحملون الفكر الراقي والفن الملتزم المنبثق من الإسلام المحمدي الأصيل في مواجهة مشاريع الاسكتبار العالمي ومؤامرته، فعلا انهم أجيالٌ يمهدون لإمام زمانهم أرواحنا فداه ذلك القادم لا محال، الضيغم من آل محمد الذي ادخره الله تبارك وتعالى لقطع دابر الكافرين والمستكبرين، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha