المقالات

عشاق المنتظر


علاء الساعدي ||

 

كل المنتظرين لهم قصصهم مع المعشوق، حيث أرواحهم ذائبة في حديث أنفسهم معه، حيث انفسهم النقية التقية، حزينة لفراق معشوقها، كئيبة لانتظاره، سعيدة متلهفة للقائه، يعشقونه ولا تراه عيونهم، لكنه في قلبهم دائم الحضور، ساكنا في نبضاتهم، وفي رمش العيون.

يجري عشقه في اوردتهم كجريان الدم، تخاطبه انفسهم في الصباح والمساء، بل في كل ساعة، لا بل كل لحظة ترنو له العيون وتبكيه، تخبره بعذاب اشتياقهم له، امنية أنفسهم رضا قلبه، طوع أمره، خدمته ونصرة قضيته الحقة، أمره أمر الله، ونهيه نهيه، دولته دولة العز المرتقبة التي يكون فيها الاسلام عزيزا، وكل ايتامه في عنفوان دولته يولدون، وفي الحق هانئون.

هذا العشق ليس ككل العشق، إنه عشق نادر، يسمو بالعاشق إلى بعد آخر، ليس له حدود الا الدموع والانقطاع اليه، عشقه لن ينتهي بانتهاء اللقاء، إنه عشق رباني، وهبه لكل عاشق إمامي، فيه روح بيضاء، وأي روح هذه! انها روح متلوعة بعشق غائب، روح وهبها صاحب الروح لهذا المعشوق في انتظار طلته البهية، وهذه الروح تنوح، لأجل ان تكون نسمة فداء لصاحب هذه الغيبة، وأي غائب هو! هو البقية لله في ارضه.

هو عشق خاص، شوقا للثأر! وأي ثأر؟ ثأر الله المنتظر، الذي تنتظره كل البشر! اي بشر؟ بشر ليس ككل البشر، عشاق المنتظر، فحق الولاية المغصوبة، والطاهرة المعصورة، حق ضلع مكسر، حق خد منسطر، حق محسن مسقط، حق كبد مقطع، حق جسد سليب تريب مهشم، حق منحور بكربلاء، مذبوح من القفا من الوريد الى الوريد، حق الشفاه الذابلات، حق رضيع كالطير المذبوح، رفرفت روحه كأنه الياقوت، بأي ذنب قتل؟ حق الكفين المقطعة والعين المحمرة، حق المسبية المخدرة، وأي مخدرة؟ ابنة المرتضى والبتول، ابنة الطهر من الطهر، أذن هناك ثأر، وأي ثأر؟ ثأر كالنيران المستعرة، لن تنطفئ الا معه.

لاح أفق العشاق، عشاق النور الالهي المنتظر، الذي سيمحو كل جور وظلم وقهر، كل رذيلة وكل عهر، من طغاة اسسوا اساس كل فجور، من الاولين والاخرين، من الجبت والطاغوت الى اليوم المنتظر، هنيئا لمن كان له منتظر، ولخدمته يمهد للنصر، واي نصر؟ نصر من الله وفتح قريب، على يديه تكون دولة العصر.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك